الشنقيطي بعد إغلاق الجزائر أجوائها أمام الطيران المغربي: النظام الجزائري يعيد أزمة داخلية عميقة

لم يعد خاف على أحد اليوم، أن التصعيد الجزائري المتواصل ضد المغرب، ليس سوى رجع الصدى لما يحصل في الداخل الجزائري من أزمات وتطاحنات.

 

أخر القرارات التي دبجها النظام الجزائري في إطار ما يسمى بـ”المجلس الأعلى للأمن”، هو إغلاق الأجواء الجزائرية ضد الطيران المدني والعسكري المغربي.

 

وفي حقيقة الأمر قرار مثل هذا لم يكن مستبعدا في ظل توجه النظام الجزائري نحو المزيد من التصعيد، وهو التصعيد الذي رفع النظام من وتيرته قبل شهر تقريبا بعد قطعه للعلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

 

والواقع، العديد من المراقبين والباحثين في العلاقات الدولية، لم يفسروا هذا التصعيد غير المبرر، إلا بكونه محاولة للتنفيس عن الداخل الجزائري.

 

في هذا السياق، قال محمد المختار الشنقيطي، وهو أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، أن “تصعيد الجزائر ضدالمغرب -وآخره إغلاق الأجواء اليوم-  صراعٌ عدميّ”.

 

وأضاف في تغريدة على حسابه الرسمية على موقع تويتر أن ذلك “يذكّر بتفكير الأنظمة القومية وسلوكها السطحي في الستينات والسبعينات. وهو لا يتناسب مع رصانة الدبلوماسية الجزائرية، ولكنه يدل على أن النظام الجزائري يعيش أزمة داخلية عميقة بعد أكثر من عام من الحراك الشعبي المتواصل”.

ورغم محاولات النظام الجزائري، إجتثاث الحراك الشعبي، بالزج بالعديد من رموزه في السجون، وإعتقال العديد من النشطاء السياسيين، وتواصل تهديداته لسكان منطقة القبائل التي توصف بمهد الحراك، إلا أن ذلك لم يخمد جذوة هذا الحراك المستمر.

 

ويرى العديد من المراقبين أن الافتعال المستمر للأزمات من جانب الجزائر مع المغرب، وأيضا بحثها عن دور إقليمي خاصة في الأزمة الليبية، ما هي إلا خطوات من أجل التنفيس عن الداخل.

 

ويتوقع العديد من المراقبين، أن يزداد الضغط على النظام الجزائري داخليا، خاصة في ظل تنامي الوعي بالمطبات التي يحاول النظام أن يضعها في طريق الحراك الشعبي، وأيضا في ظل إستمرار مسببات الأزمة، من نقص حاد في المواد الغذائية الاستهلاكية الأساسية، وندرة المياه وغيرها من مقومات الحياة اليومية التي يجد العديد من المواطنين في الجزائر صعوبة كبيرة لبلوغها.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)