هل يترشح عبد الإله بن كيران للإنتخابات المقبلة؟

مع إقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يقفز إلى السطح السؤال التالي: هل يترشح عبد الإله بن كيران، الأمين العام ورئيس الحكومة السابق؟

 

قبل عدة أسابيع، كانت هناك حركية عادية من أنصار عبد الإله بن كيران على مستوى المجلس الوطني، وكانت هناك رغبة من هذه المجموعة التي تضم ما يعرف بالمناوئين لتيار الاستوزار، لاستصدار قرار عقد مؤتمر استثنائي للحزب، بعلة ما راكمته الحكومة الحالية التي يقودها حزب المصباح من إخفاقات إنعكست بشكل مباشر على الحزب، لكن سرعان ما تبخرت هذه الأماني!

 

تبخرت أماني عقد مؤتمر استثنائي، تبخرت معه في الحقيقة أمال إعادة بن كيران إلى “سدة الأمانة العامة”، إذ لم يكن خاف على أحد أن تلك الحركية كان الغرض منها إعادة بن كيران إلى قيادة الحزب، وفي الحقيقة، ما عزز قناعة عودة بن كيران إلى قيادة المصباح، عند هؤلاء الأنصار وحتى وسط المتابعين، تلك الخرجات المتكررة لبن كيران نفسه، التي كان يستشف منها رغبة في العودة لقيادة زمام الأمور داخل الحزب.

 

بعدما تبخرت أمال العودة، على الأقل قبل إجراء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، هناك من المراقبين يعتقد أنه لم يعد هناك مسوغ لتقديم عبد الإله بن كيران لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، فالرجل لو كان في موضع المسؤولية الحزبية كان من الضرورة السياسية وربما الأخلاقية الترشح.

 

جريدة “الأسبوع الصحفي”، في عددها الأخير أوردت أن عبد الإله بن كيران، لم يتقدم بطلبه لأجل الحصول على تزكية لجنة الانتخابات للترشح في الإستحقاقات المقبلة بدائرة سلا المدينة.

 

وأبرزت الجريدة أن مكانة بن كيران داخل الحزب تمنعه من تقديم هذا الطلب، وأنه في نفس الوقت العثماني لم يشأ أن يزكي بن كيران دون أن يعبر هذا الأخير عن رغبته في ذلك.

 

بغض النظر عن مدى “سلامة” هذه المسطرة إتجاه ما هو مقرر في مساطر الترشيح داخل حزب المصباح، من الصعب جدا أن يتقدم بن كيران بطلب من هذا النوع، فمكانته الاعتبارية بصفاته السابقة، تدفعه إلى التواري إلى الوراء أكثر من دفعه إلى خوض الانتخابات التشريعية المقبلة.

 

في حقيقة الأمر، هناك العديد من الأسباب الموضوعية التي تجعل من ترشح أو ترشيح بن كيران مستبعد للغاية، لأن الرجل يعتقد اليوم، أن الأمانة العامة وهي هيئة تزكية، أغلب أعضائها غير مرتاحين لسلوكه السياسي وخطابه “المحرج”، وهو ما قد يصعب وضعية العديد منهم في الحزب، في حالة تمكينه من موقع انتدابي يعبر منه عن أرائه، وهو موقع سيكون له وقع أكثر من “لايفاته” على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي، ببساطة لأن ذلك سيكون تحت سقف مؤسسة دستورية.

 

ثم قبل هذا وذلك، هل يمكن حصر طموح بن كيران في العودة إلى قبة البرلمان؟ بالقطع لا، الاعتقاد السائد وسط الأعضاء أن طموح بن كيران، هو العودة إلى رئاسة الحكومة، وهذا الطموح يمر بالضرورة من قيادة الحزب من جديد، وبالتالي فالفرضية الممكنة، هو توجيه بن كيران لمجهوداته في القادم من الزمن وبالخصوص بعد الانتخابات إلى حشد الدعم له للعودة لقيادة الحزب.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)