العزلة أشد وطأة على المسنين في بلجيكا من كوفيد-19

بروكسل, 19-4-2020 (أ ف ب)

 يخي م شبح كوفيد-19 على أروقة دور رعاية المسن ين في أوروبا حيث يعم الاكتئاب ويتفشى الشعور بالوحدة كدليل على أن العزل قد يكون قاتلا كذلك.

ويخشى بعض المسنين من أن يلقوا حتفهم جراء تداعيات العزلة النفسية بعدما تم فصلهم عن أقربائهم وجيرانهم مخافة أن يتلقوا العدوى.

وليس المسنون وحدهم من يعانون، بل يبدو أولئك الذين يتولون رعايتهم كذلك عرضة لآثار المأساة النفسية، بحسب ما ذكرت شيرلي دوين رئيسة ممرضات دار كريستالين في ضواحي بروكسل.

وتقول دوين “إذا استمر الإغلاق الشامل شهورا أخرى، فيمكن أن يلقى عدد أكبر من المسنين حتفهم جراء الوحدة مما قد يحدث بسبب كوفيد-19”.

وشهد دار كريستالين 13 حالة وفاة من إجمالي 120 نزيلا منذ إعلان السلطات البلجيكية إغلاقا شاملا في منتصف الشهر الماضي وهو ما يزيد بضعفين أو ثلاثة عن المعدل الطبيعي شهريا.

ولم تنسب كافة الوفيات مباشرة إلى الوباء بسبب محدودية الفحوصات. ومن إجمالي 5453 وفاة في بلجيكا جراء الفيروس، كانت 2772 في دور مسنين.

وبدون فحص شامل، يبدو من المستحيل معرفة متى يمكن للمقيمين استقبال الزوار مجددا بأمان أو حتى مغادرة غرفهم للتفاعل اجتماعيا مع بعضهم البعض في الأروقة وغرف الطعام.

وذكرت دوين خلال زيارة فرانس برس الدار ضمن إجراءات مشددة أنه “مضى شهر على المقيمين وهم عالقون في غرفهم. حان الوقت لإعادة فتح المقصف”.

ولم يستطع مارك بارمينتير البالغ من العمر 90 عاما والمقيم منذ فترة طويلة في الدار أن يخفي حزنه بينما كانت دوين تجري مسحا لأنفه من أجل إرساله إلى المختبر.

ويقول إنه “لأمر كئيب ألا يكون بمقدورك رؤية أحد. أن تكون بمفردك تماما. تخشى الأسوأ في لحظات كهذه”.

ويضيف “سابقا، كنت أغادر لتناول الطعام في الخارج أو أذهب لمنازل أصدقائي لأمضي الوقت. أما الآن، فنحن فعلا في عزلة كما يقال”.

وثار جدل في بلجيكا بشأن متى يمكن للعائلات زيارة أقربائهم المسنين مجددا للتخفيف من عزلتهم النفسية.

وألمح مسؤولون حكوميون الأسبوع الماضي إلى أن ذلك قد يحدث قريبا قبل أن يتراجعوا تماما. ويعتقد القائمون على دار كريستالين أن الوقت غير مناسب على الرغم من آلام العزلة.

ويقول مدير الدار ستيف دوين، وهو شقيق الممرضة شيرلي، إن ذلك يبدو “سابقا لأوانه. بالكاد نخرج من أزمة”.

ولا يريد القائمون على الدار المجازفة بإصابات متجددة يمكن لها أن تصيب ضيوفا آخرين معرضين للخطر حتى مع حصول الموظفين البالغ عددهم 100 على أطقم حماية.

ويقول هؤلاء إنهم شعروا بالإهمال من قبل السلطات التي ركزت على تزويد العاملين في المستشفيات بتلك المعدات قبل كل شيء.

ويجاهد المسنون المرتبكون والخائفون أحيانا للتعرف على وجوه مقدمي الرعاية خلف الأقنعة بينما لم يعد بإمكان من لديهم ضعف في حاسة السمع قراءة الشفاه.

وتقول شيرلي “أبكي في الليل حتى النوم واسأل الله: متى سينتهي ذلك؟”، مشيرة إلى أنها لم تحظ حتى الآن بالوقت الكافي لاستيعاب ما يحصل أو لكي تحزن على أصدقاء رحلوا.

وتأمل السلطات البلجيكية في الأسابيع الثلاثة المقبلة الحصول على نتائج 210 آلاف فحص يتم إجراءها منذ منتصف الشهر الجاري في 1500 دار للمسنين. وبعد ذلك، يمكن لمظاهر الحياة الطبيعية العودة مجددا.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)