عصام الدروي..من مساعد سائق إلى أفضل مقاول شاب بأفريقيا

عصام الدوري تغيرت حياته رأسا على عقب بعد إطلاق شركته الناشئة. انطلقت الفكرة من معاناة المواطنين وخبرته بمجال المقاولات حققت شركته عدة جوائز على مستوى المغرب وإفريقيا في 2018 نالت الشركة أول صفقة استثمار وانتشرت بعدها في دول عديدة تضم شركته حاليا نحو 6 مليون مشترك وقدمت خدمات واسعة.

محمد لخلوفي/ الأناضول

قبل 6 سنوات، لم يكن عصام الدروي (25 سنة)، وهو شاب مغربي من مدينة وجدة (شمال شرق)، يعتقد بأن عشقه للنقل الطرقي عبر الحافلات، سيتحول إلى قصة نجاح يتم استعراضها في المحافل الدولية كأحد أنجح التجارب التي يقودها الشباب بإصرار وعزيمة كبيرة.

وتمكن الدوري من تأسيس أول منصة مغربية، عبارة عن محطة طرقية عبر شبكة الأنترنت، تمكن المواطنين من معرفة مواقيت الحافلات ومقارنة أسعار رحلاتهم وحتى حجز تذاكرهم.

 

المعاناة حافز آخر للإبتكار بدأ عصام تجربته في مجال المقاولات، عندما انخرط في مساعدة شقيقه سائق حافلة خلال عطله المدرسية، وخلال السنوات التي قضاها في عمله كمساعد وهو طفل لم يبلغ بعد سن الرشد، كانت تراوده أفكار يسعى من ورائها إيجاد حلول عملية للمسافرين عبر الحافلات، للتقليل من معاناتهم التي وقف عليها خلال عمله.

 

وقال عصام الدروي للأناضول، إن “فكرة تأسيس المنصة لم تأت صدفة وإنما كان للوسط العائلي الذي نشأ فيه والذي يسود فيه مجال النقل الطرقي دور مهم”.

 

وبعد سبع أو ثمان سنوات، قضاها مساعدا للسائق أوما يطلق عليه المغاربة “جريسور”، قرر استثمار شغفه الثاني بالتكنولوجيات الحديثة، فعزم على تأسيس المنصة الرقمية “لاكار ما”.

كان حافزه على المضي قدما في مشروعه حجم المعاناة التي يلقاها المواطنون في تحديد مواقيت سفرهم ومعرفة كل التفاصيل المرتبطة برحلاتهم. وأضاف الدروي “قررت بعد ذلك الجمع بين حبي للنقل والتكنولوجيات الحديثة لتسهيل عملية ولوج المواطنين لخدمات النقل”.

دعم بسيط

بدأ برمجته للمنصة باستثمار المهارات التي تعلمها عبر الأنترنت في مجال البرمجة، وكان عليه أن يحجز اسم نطاق لمنصته، فحصل على دعم صغير جدا هو كل ما بدأ به مشروعه. وقال الدروي “في سبتمبر 2013 بدأت البرمجة بحجز اسم نطاق بمبلغ 250 درهما (25 دولار )، وبعد ستة أشهر من العمل أطلقت المنصة في 15 مارس 2014”. بعد مدة ليست بالطويلة، أجرى عصام تقييما مبسطا، وقام باستطلاع آراء المستفيدين من خدمات منصته الحديثة، فكانت النتائج مبهرة بالنسبة لشخص في البدايات، وكان ذلك حافزا كبيرا جعله يفكر في تطوير عمله وجعله أكثر احترافية، فانطلق في تأسيس فريق عمل كإعلان عن بداية مرحلة جديدة في مشروعه.

نجاح غير متوقع

يسود اعتقاد وسط أصحاب الشركات الناشئة، أن الشركة الجديدة يجب أن تشارك في بداية نشاطها في أكبر عدد من التظاهرات والمناسبات للتعريف بشركاتهم وأنشطتهم.

لم يكن هذا الاعتقاد غائب عن عصام الدروي، بصفته مؤسس شركة ناشئة، فقرر في نوفمبر 2014 بعد زهاء سنة من إطلاق مشروعه، المشاركة في تظاهرة الشركات الناشئة في المنطقة الشرقية بالمغرب، وحازت شركته على الرتبة الأولى.

وصعد نجم المقاول الشاب، أنه في نفس الوقت كان يعمل على تطوير النسخة الثانية من المنصة وإطلاق تطبيق على الهواتف الذكية، أحرزت شركته عام 2016 على لقب أفضل منصة للتجارة الالكترونية في المغرب. وفي سنة 2017 صنف كذلك ضمن قائمة أفضل 30 مقاول شاب أقل من 30 سنة الأكثر تأثيرا في إفريقيا ضمن تصنيف مجلة فوربس المعروفة.

 

سنة 2018 تمكنت مقاولة عصام الناشئة من نيل أول صفقة استثمار لها، برؤية تحسين جودة الخدمات على المستوى الوطني ولتوسيع نطاق النشاطات على مستوى دول أخرى في شمال إفريقيا كتونس ومصر وعلى مستوى الشرق الأوسط وبدأت حتى في أوروبا وبالتحديد في البرتغال.

 

تجربة ملهمة تجربة “لاكار ما”، كان لها تأثير وصدى على المستوى الشخصي، بالنسبة للمقاول الشاب، وأيضا على فريق العمل وعلى المسافرين الذين وصلوا إلى 6 ملايين مستفيد من الخدمات، وهي تجربة ملهمة لباقي الشباب على اعتبار أنها بدأت من لا شيء والآن استمرت ست سنوات وتضم فريق عمل يضم 10 أشخاص تقريبا.

والمشروع بقدر ما هو مغامرة عاشها المقاول الشاب بحلوها ومرها، تزيد دائما في إلهامه، فهي أيضا نموذج للشباب وأصحاب المشاريع الناشئة المستقبليين الذين وجه لهم عصام رسالة مفادها أن الأمر يقتصر على البداية وتجاوز المشاكل والعراقيل التي يمكن أن تعترضهم بعزيمة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. hakima zahir :

    Issam Droui.
    اليوم كوني لازلت تلميذة تتمنى بدورها تحقيق أهدافها و الوصول الى مبتغاها صادفت نجما في حياتي جعلني أكثر عزيمة و قوة و شغفا نحو تحقيق النجاح و نحو الأفضل.
    الكل له أهداف و من بين أهدافي أنا أن أتكلم معك بل و أصبح موظفة معك. لأنه لا يوجد مستحيل كما أسلفت القول.تحية طيبة أخي عصام مسيرة موفقة.

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)