الدار البيضاء.. مسيرة مواطنة من أجل الارتقاء بالمساحات الخضراء داخل المدينة

نظمت، اليوم الأحد بالدار البيضاء، مسيرة مواطنة من أجل الارتقاء بالمساحات الخضراء داخل المدينة، التي باتت تعرف تمددا حضريا سريعا على حساب المناطق الخضراء وجودة الحياة.

وعرفت المسيرة، التي دعت إليها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، مشاركة العشرات من ساكنة الدار البيضاء، خاصة من فئة الشباب، الذين التأموا بحديقة لارميتاج، للدفاع عن حقهم في العيش داخل مدينة ذات بيئة سليمة.

وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تترجم انتظاراتهم وتطلعاتهم، وأيضا مطالبهم، ومنها “ما نزال بعيدين عن 10 متر مربع للمواطن الواحد، بالدار البيضاء متر مربع واحد لكل نسمة”، و”جميعا من أجل غابة المستقبل”، و”الطبيعة الأم، إما أن تحبها أو تخسرها”.

وعن هذه المسيرة، أبرز رئيس الجمعية عبد الرحيم الكسيري، في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسيرة “جاءت لإثارة انتباه المواطنين والمسؤولين، وتحسيسهم بأن المساحات الخضراء في المدن ليست فقط ضرورية للصحة النفسية والصحة العمومية، بل هي من المكونات الحيوية لحل مجموعة من المشاكل البيئية كتلوث الهواء والضجيج، والاجتماعية المتصلة بالعلاقات الإنسانية داخل الأحياء”.

ولاحظ أن مدينة الدار البيضاء “ما تزال بعيدة عن المعيار الذي حددته منظمة الأمم المتحدة في 10 متر مربع لكل نسمة، حيث لا يتجاوز المعدل بها مترا مربعا واحدا”، مشددا على أنه “لا بد من الحد من سرعة التمدد العمراني للمدينة، التي أصبحت تتوسع بمعدل 600 هكتار في السنة، بدون مراعاة للمقاربة الجديدة الخاصة بالمساحات الخضراء”.

وأشار إلى أن عدم إنجاز مشروع الحزام الأخضر الذي كان من المفروض أن يحمي المدينة، يفرض على المسؤولين المحليين، بالتنسيق مع الوكالة الحضرية، و بإشراك المواطنين، المسارعة إلى وضع تصور جديد لفضاء العيش، حتى تكون الدار البيضاء من المدن التي تستجيب للمعايير المعمول بها دوليا بخصوص المساحات الخضراء.

وأشار إلى أن الصحة العمومية والنفسية والعلاقات الاجتماعية، وكذا الأدوار الاقتصادية والثقافية والبيئية والاجتماعية للحدائق العمومية (الوظائف الايكولوجية)، تعد من المؤشرات القوية المعتمدة في تصنيف المدن على أنها تتمتع بالسلم والسلام والصحة النفسية.

وتأتي هذه المسيرة في إطار “الأسبوع الأخضر 2020” ، الذي امتد من 24 فبراير الماضي إلى غاية فاتح مارس الجاري، الذي نظمته جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب، بتعاون مع قطاع البيئة ووزارة التربية الوطنية وقطاع المياه والغابات، للتحسيس والتوعية بأهمية المساحات الخضراء ودورها في ضمان استمرارية الحياة وجودتها.

وتوخت هذه المبادرة، التي شملت 26 مدينة عبر المملكة، إبراز أهمية النباتات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، حيث إن الأمم المتحدة جعلت من سنة 2020 سنة دولية لصحة النباتات ، لكونها تساهم في إنتاج 80 في المائة من الطعام، و98 في المائة من الأوكسجين.

وتضمن برنامج الأسبوع على مستوى مدينة الدار البيضاء حملات توعوية شملت كافة مكونات وفئات المجتمع، بما فيها المؤسسات التعليمية والجمعوية والجامعية، للتحسيس بأهمية الفضاءات الخضراء والغابات، تتخللها محاضرات دولية ذات صلة بكل من كليتي العلوم عين الشق وبنمسيك.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)