بدر المقري، أكاديمي مغربي من وجدة
تكاد هذه الحلقة أن تختصر المساحة الدلالية لمصطلح التعدد العرقي، في إحالته على مساحات التنوع الثقافي. ومن ثم كان لزاما في التعريف بالسيدة (شارلوت سلوفاك)، واسمها الحقيقي (كوليت سلوفاك)، أن تكون الأولية للتعريف بأبيها، الدكتور (إيمر سلوفاك)، الذي يعد معلمة من معالم الذاكرة الوجدية الجماعية، باعتباره طبيب الأسرة المثالي لعقود طويلة. ولا يختلف اثنان في أن من أسمى صور التعايش في مدينة وجدة، أن طبيبا من أصول يهودية، معظم المرضى الذين كانوا يرتادون عيادته، إنما هم من المسلمين، مغاربة كانوا أم جزائريين، إلى أن حالت الظروف الصحية دون ممارسته الطب بوجدة، في منتصف السبعينيات.
وقد ترجمت ابنته (شارلوت سلوفاك)، التي ولدت بمدينة وجدة سنة 1947، هذا الثراء الإنساني باختصاصها بالإخراج السينمائي. و إذا كان رصيدها في الإخراج السينمائي أربعة أفلام سينمائية، أنجزتها ما بين 1974 و 1978، فإن هويتها الثقافية الوجدية جلية و واضحة، في فيلمين وثائقيين لهما صلة مباشرة بذاكرة مدينة وجدة.
فأما الفيلم الوثائقي الأول الذي أنجزته سنة 1987، فعنوانه: (عودة إلى وجدة). وأما الفيلم الوثائقي الثاني الذي أنجزته سنة 1995، فعنوانه: (الدكتور إيمر سلوفاك).
ومما تجب الإشارة إليه أن الدكتور (إيمر سلوفاك)، هاجر من مدينة (بودابست)، عاصمة دولة المجر (هنغاريا)، في أواخر 1933 بسبب تصاعد النازية في ألمانيا، ونزل مدينة وجدة في بداية 1934.
ترى ما المانع من تكريم (إيمر سلوفاك) وابنته (شارلوت سلوفاك)، في إطار أخلاقيات الذاكرة وتوطيدا لقيم المجتمع المغربي المسلم ؟
تعليقات ( 0 )