الخنزير البري يكشف عن دوافعه للقيام بجولته السياحية بمدينة السعيدية!

 

 

معروف على الخنزير البري، أنه حيوان ينتهز الفرص، وبالخصوص فرص الفراغ. فإذا سأل أحدكم بعض سكان البادية، عن حال بعض الدواوير المهجورة التي كانت تعج بالساكنة، لن يترددوا في الجواب بكونها أصبحت ملاذا ومرتعا للخنزير البري، وهو بذلك يطبق المقولة الشهيرة الطبيعة لا تقبل الفراغ!

 

مناسبة هذا الكلام، هو هذا الحوار الافتراضي، الذي نغوص فيه إلى دوافع الخنزير البري الذي زار السعيدية الوجهة السياحية الأولى في شرق المغرب، والجوهرة الزرقاء، أخيرا.

 

سؤال: مرحبا بك السيد الخنزير

 

الخنزير: مرحبا، كيف حالكم في وجدة هل هناك مجال للقيام بزيارة لوجدة والمرح فيها!

 

سؤال: تبدوا منتشيا بزيارتك الأخيرة لمدينة السعيدية، بل و واثق من قدراتك، ولا تخفي رغبتك في زيارة وجدة أيضا!

 

الخنزير: وما الضير في ذلك، نحن معشر الخنازير لا نقبل الفراغ، حيثما وجدنا فراغا ما نتكلف بملئه، وهذا ما فعلناه بمدينة السعيدية، فبعدما خلت من السياح، بفعل الاستراتيجية المعتمدة على الاستقطاب الموسمي، قلنا مع أنفسنا بأنه من غير المعقول أن نترك كل هذه المنشئات السياحية التي كلفت الملايير هكذا دون أن يسمع فيها صوت.

 

سؤال: دعني أسألك عن شعورك وأنت تمرح في شوارع السعيدية؟

 

الخنزير: بكل فخر أنا منبهر بالبنية التحتية وبنية الاستقبال في هذه المدينة، وهي في النهاية مكسب للجميع، لكن الغريب في الأمر أن هذه المدينة تتحول إلى مدينة أشباح في الفترة الشتوية، وأنا في الحقيقة أتسائل معكم معشر البشر، لماذا لا تزورون السعيدية، ولماذا هي خاوية على عروشها في هذه الفترة ؟

 

سؤال: السيد الخنزير، نحن الذين نسأل وأنت تجيب، نحن لا يمكننا إبداء أرائنا الخاصة في الموضوع، لكن دعني أعيد السؤال إليك، لماذا في نظرك؟

 

الخنزير: وأنا أتجول في ضواحي السعيدية وبالخصوص في بعض المناطق القروية التابعة لعمالة بركان، في سياق البحث عن الطعام طالما صادفت العديد من المناطق الجبلية الاخاذة، والمواقع التاريخية المهمة، التي طالها الإهمال، واعتقد انه لو كان هناك ربط بين هذه المناطق والمدينة السياحية لكانت هناك مسارات سياحية مهمة يمكنها أن تضمن تدفق سياحي على مدار العام.

 

سؤال: هل تعتقد بأن الاستثمار في هذه المناطق وحده يكفي لإنعاش القطاع السياحي؟

 

الخنزير: في تقديري هذه خطوة أولى و أساسية، على اعتبار أن السائح الذي يسعى المغرب لاستقطابه، أصيب بتخمة “سياحة اللوكس”، او ما يسمى بسياحة الجدران الأربعة، التي تعتمد على البحر والفندق، لأنه بكل بساطة ذلك السائح يمكنه أن يحظى بعروض أفضل منا بكثير في بلده، وحتى في بلدان أخرى اقرب منه، وبالتالي فالاستثمار في الامكانيات المادية واللامادية الخالصة المميزة للثقافة المغربية شيء مهم، لأنه بكل بساطة السائح بطبعه يحب الاستكشاف، ورغم ما قد تنطوي عليه تلك المسارات التي اشرت اليها من بساطة لكن تظل في عين هذا السائح شيء جدير بالاستكشاف!

 

أضف إلى ذلك، وعلاقة بالمنتوج الحالي، لا يمكن أن يقتصر التنشيط السياحي على تنظيم بعض الحفلات خلال الفترة الصيفية فقط، لابد من القائمين على هذا الشأن التفكير باستمرار في تنظيم تظاهرات ثقافية رياضية من شأنها تعزيز مكانة هذه الوجهة والتعريف بها، لأن حجم الاقبال لا يعكس بتاتا الحجم الكبير للإمكانيات المستثمرة في بنية الاستقبال بهذه المدينة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)