اليونيسيف في عيد ميلادعا 73.. منظمة شاخت في إغاثة أطفال العالم

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وما خلفته من دمار شبه تام في العديد من دول العالم، سواء التي خرجت منتصرة أو منهزمة في هذه الحرب الكونية التي أودت بحياة أزيد من 50 مليون شخص.

وأمام هذا الوضع الإنساني الكارتي ، تم التفكير في إحداث منظمة أممية هدفها التفكير في توفير الإغاثة للأطفال داخل البلدان التي دمرتها الحرب العالمية الثانية.

وبعد مجموعة من اللقاءات التمهيدية، تم تأسيس هذه المنظمة يوم 11 دجنبر من سنة 1946 بمدينة نيويورك الأمريكية، بعد المصادقة عليها بإجماع اعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة خلال دورتها الأولى.

وكانت منظمة اليونيسف، كما هي الآن، تستمد قوتها من التبرعات في تنفيذ برنامجها الموجه بصفة خاصة للأطفال، وبعد توالي السنوات لم يعد دورها يختصر فقط على مساعدة أطفال البلدان التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، بل استمر عملها إلى ما بعد الحرب حتى يومنا هذا وسيستمر عملها مادام أن الطفل لا زال يتعرض إلى كل أنواع الإقصاء والتهميش، والحرمان من أبسط حقوقه في العديد من الدول وخاصة المتخلفة منها، بسبب الفقر والحروب الأهلية والإرهاب وغيرها من الأسباب الأخرى، باعتبارها منظمة تابعة للأمم المتحدة والوكالة الحكومية الوحيدة المكرسة للأطفال على وجه الحصر، والمفوض لها من قبل حكومات العالم لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم، كما تربط منظمة اليونيسيف عدة شراكات مع منظمات دولية أخرى غير حكومية نتقاسم معها نفس هموم الطفل عبر العالم.

وتشغل المنظمة المذكورة أزيد من 7 آلاف شخص يعملون في 155 دولة عبر العالم.

ويبقى تاريخ هذه المنظمة منذ إحداثها سنة 1946 حافلا بالعطاء للطفولة من خلال الانفتاح على شخصيات فنية وثقافية ورياضية للرفع من وتيرة عملها، وهكذا وخلال سنة 1954، أصبح الممثل السينمائي المشهور “داني كاي” سفيرا متجولاً لليونيسيف، وقد شاهد الفيلم الذي أنجزه حول أطفال آسيا تحت عنوان “مهمة الأطفال” آنذاك أزيد من مليون شخص.

وشكلت سنة 1965، محطة مهمة في تاريخ منظمة اليونيسيف، حيث تمكنت من الحصول على جائزة نوبل للسلام اعترافا بالخدمات الكبيرة والجليلة التي تقدمها هذه المنظمة للطفولة في كل بقاع العالم وأعلنت لجنة جائزة نوبل، عند منحها الجائزة للمنظمة، “أن فهم لغة اليونيسيف لا يستعصي على أحد، ولا يسع حتى أشد الناس تحفظًا إلا الاعتراف بأن العمل الذي تقوم به اليونيسيف قد برهن على أن الرحمة لا يمكن أن توصد في وجهها”.

وتعمل منظمة اليونيسيف على دعم وتمكين ومساعدة الأطفال في 190 دولة وإقليما، من خلال تسطير برامج تهم حماية الطفل والعمل على إدماجه في المنظومة الإجتماعية، مع الحرص على استفادته من التعليم والصحة وغيرها من الحاجيات الأخرى، دون إغفال جانب المساواة بين الجنسين من خلال العمل على دعم النساء حول العالم، لمشاركتهن في التمنية السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية.

كما تقوم المنظمة المذكورة، بتنمية قدرات المراهقين، والأطفال المشردين، وكذا الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)