بنكيران.. لماذا يصنع الجدل!؟

 

في كل مرة ينشط الجدل السياسي، وتعود الحياة ل” الإعلام”، تجد بأن بنكيران هو السبب! خرجة فيسبوكية في الثامنة والنصف مساء، أو كلمة خلال لقاء تنظمه شبيبة حزب العدالة والتنمية.

بنكيران يُقسِّم البنية الجدلية إلى معتركين؛ معترك يرى فيه زعيما، وقياديا تاريخيا، بل هو حزب العدالة والتنمية كله، والدليل، في تقدير دعاة هذا الحلف، هو أن أزهى أيام ” المصباح” كانت مع الأمين العام السابق، والرئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران.

من يصطف في هذا التيار يبرر ذلك بقدرة ” الزعيم” على المواجهة، وعلى كشف نوايا المندسين، داخل الحزب وخارجه، وفي محيط المؤسسة الملكية، التي ظل يردد أنه يدافع عنها جهارا نهارا، وأنه مخزني، وملكي، ولا حرج في إعلان ذلك.

أما المعترك الثاني، وتمثله قوى سياسية، ونقابية، وقاعدة من الشغيلة المهنية، فتذهب إلى أن بنكيران هو سبب كل الشرور، وأنه الفاعل الرئيسي في الأزمة التي يعيشها المغرب والمغاربة، وأن فترة تحمله مسؤولية الحكومة تعتبر ” أسود مرحلة” بالنظر إلى الإصلاحات التي مرت على يده، والتي ما زال الموظفون، والمتقاعدون، والمعطلون.. يصفونها بالإصلاحات الكارثية، على اعتبار أنها أجهزت على الطبقة المتوسطة، ونالت من قاعدة مجتمعية عريضة.

لماذا يخلق بنكيران الجدل!؟ سؤال ينطوي على وعي تام بسياق المرحلة، وهي مرحلة تسجل غيابا تاما لمفهوم الزعامة، واندحار التنظيمات السياسية التي كانت، في وقت سابق، مشتلا لإنتاج القيادات، والزعامات، قبل أن تتحول إلى مجرد تنظيمات ” متعاونة”، فقد المواطن ثقته فيها، وهجرها كما هجرها أبناؤها الذين تربوا في كنفها.

بنكيران ظاهرة صوتية، لكنها أيضا ظاهرة تُسبب النسيان، على اعتبار أن له القدرة على العودة، على الرغم من كل الانتقادات، التي يجد فيها، هو نفسه، طاقة لتبرير العودة، لسبب رئيسي وهو أن الخصوم في مستوى أقل، وأنهم عاجزون على طرح البدائل، في وقت يعترف الجميع أن بنكيران ” ليس بديلا ولن يكون بديلا”، والمرحلة السابقة شاهدة على منهجية تدبيره لملفات كثيرة، تتحمل التشكيلة السياسية، أغلبية ومعارضة، نقابات ومنظمات مهنية، مسؤولية القرارات المتخذة بشأنها.

الطبيعة تخشى الفراغ، هكذا يسعف الحاضر في عودة بنكيران، وكأن لسان حاله يردد ” رغم المعاش السمين، والإصلاحات الصعبة.. أنا موجود”!

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)