موسم الخطوبة في إملشيل.. قصة زواج أصله أسطورة وحاضره واقع!

تحتفي منطقة إملشيل في الأطلس المتوسط، أواخر شهر شتنبر، بطقوس زواج جماعي، في موسم يطلق عليه ” موسم الخطوبة”.

 

طقوس الزواج، التي تقام قرب ضريح سيدي أحمد أولمغني، ضاربة في تاريخ القبيلة، وتعني الشيء الكثير لمنطقة أيت حديدو، ومعها الدواوير التابعة لها، حيث بات موسم الخطوية، الذي تشد إليه الرحال من كل الفجاج، تقليدا سنويا، وتوليفة خاصة ضمن مكونات التراث الثقافي للمنطقة.

 


طقوس الزواج الجماعي، التي بات توثيقها يتم في عين المكان، تجري في ساحة عمومية، وتشهدها جماهير غفيرة؛ مواطنون ينخرطون في إحياء الطقوس بتفاصيلها، وآخرون يلبون النداء لاكتشاف المسكوت عنه في رحلة البحث عن الطرف الآخر، في مشاهد يمتزج فيها الثقافي بالأسطوري، وتتداخل فيها، أيضا، جذور العادات ومقتضيات القانون العصري.

 

أهل القبيلة يحفضون الطقوس، ويجسدونها نهارا تحت الخيمة، وفوق هضبة مجاورة، حيث يضمنون بذلك استمرار ” الموسم”، وإعادة إحياء تقاليد القبيلة، التي تنهل من الأسطورة، كما تنهل من بنية المجتمع التقليدي، الغارق في الخصوصية الهوياتية.

 

 

موسم الخطوبة يُرجعه الكثيرون لأسطورة قديمة تقول بأن عاشقين من دواري أيت ابراهيم وأيت إعزى رفضت قبيلتيهما تزويجهما، فخرجا إلى منطقة مجاورة، وشرعا في ذرف الدموع، حتى تشكلت بحيرة يطلق عليها إسم ” إسلي وتيسليت”، فيما تذهب الأسطورة، في رواية ثانية، إلى أن إيسلي وتسليت غرقا في البحيرة، احتجاجا على حرمانهما من بعضهما.

وسواء تعلق الأمر بالأسطورة أو الواقع، فإن الاحتفاء بطقوس الزواج، كما يراه باحثون في الثقافة الأمازيغية، يجر في العمق نحو إحياء البعد الثقافي الهوياتي، وضمان استمرار طقوس القبيلة الحضارية، كما يروم تأكيد تلاحم أفراد القبائل، وتجاوز العداوة في ما بينهم.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)