بعد إعتقال بعيوي..الشتات ينتظر البام بالشرق

بعد اعتقال المنسق الجهوي للأصالة والمعاصرة بجهة الشرق، وعضو مكتبه السياسي، ورئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعوي، بات حزب “التراكتور” قاب قوسين أو أدنى من “الشتات” بسبب أن المنسق الجهوي كان يمركز القرار الحزبي في يده طوال العقد الماضي، وهو الأمر الذي لم يسمح ببروز “قيادات جهوية ومحلية” قادرة على قيادة الحزب في مثل هذه الظروف.

 

وبحسب مصدر مطلع من حزب الأصالة والمعاصرة، فإن البام بالجهة يواجه “خطر الاندثار” ما لم تسارع القيادة إلى إعادة تحريك الدورة التنظيمية بالحزب في الجهة.

 

واستدرك المصدر ذاته “من المستبعد في الوقت الراهن أن تضع القيادة الحالية للحزب هذا الأمر ضمن أولوياتها، فهي منكبة على إنجاح محطة المؤتمر الوطني، الذي لا يفصلنا عنه سوى نحو شهر فقط”.

 

وأضاف أن البيان الأخير لرئاسة المجلس الوطني، يؤكد أن البام “طوى صفحة بعوي بشكل نهائي”، و أن الجهة الشرقية وبخاصة وجدة بالنسبة له منطقة تعيش “فراغا تنظيميا” وسيحتاج الجرار “للكثير من الوقت لإعادة ترتيب بيته في المنطقة”.

 

وفي كل الأحوال من الصعب جدا أن تتكرر تجربة “بعوي”، بالنظر إلا أن الرجل كان يتحكم في الحزب بشكل لافت مستغلا بذلك شبكة العلاقات التي نسجها بحكم نفوذه وأعماله المتعددة، وحتى “نهايته” التي لم تكن متوقعة للكثيرين، ستكون عامل نفور من المسؤولية داخل البام في المنطقة.

 

وما يزيد من وضع “الشتات” الذي بدأ يدخل فيه الحزب، كون بعوي وضع على رأس بعض التنسيقيات الاقليمية أسماء لم يكن لها تاريخ في الحزب، ولم تبرز في محطة من المحطات التنظيمية لتقييم أدائها ومعرفة قدرتها على تدبير محطة مثل الأزمة التي يمر بها الحزب حاليا، ومن ذلك المسؤولة الاقليمية للجرار بوجدة، التي جرى “انتخابها” على رأس الأمانة الاقليمية، حتى قبل استيفائها للشروط القانونية المتعلقة بتولي المسؤولية الاقليمية، ومنذ ذلك الحين لم تبرز تنظيميا وهو ما يؤشر على أن بعيوي كان يقود عملية لتثبيت الأسماء الموالية دون الاكتراث الفراغ التنظيمي الذي يمكن أن يخلقه هذا التوجه.

 

ولعل من تجليات تعمق “وضع الشتات”، الصراع الذي بدأ يدب بين أعضاء البام نفسه حول من يخلف بعوي في رئاسة مجلس جهة الشرق، ذلك أن باميو وجدة يحاولون فرض اسم من المدينة، رغم أنه يواجه الكثير من التحديات المرتبطة بالكفاءة والتجربة، بل إن بعضهم يحاول فرضه فقط حتى لا يعبث بملفات بعوي اسم آخر غير المقربين منه حتى وان كان من حزب البام!

 

في مجلس وجدة أيضا، كان للاعتقال وقع كبير، فالرجل كان ينظر إليه، ليس داخل فريق البام فقط بل حتى من معظم الفرق والأعضاء كفاعل أساسي في المجلس، غير أن اعتقاله سيجعل من فريق الأصالة والمعاصرة مشتت إلى أكثر من مجموعة، وبوادر ذلك ظهرت في واقع الأمر عندما علم عدد منهم أن التحقيقات قد بوشرت مع “الحاج” كما كان يلقبه بعضهم، إذ استشعر هؤلاء أن النهاية قد تكون وشيكة وخرج عددهم بذلك عن “طوعه”!

 

تجدر الإشارة، إلى أن قاضي التحقيق، لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، أودع عبد النبي بعيوي، وشقيقه عبد الرحيم، رئيس جماعة عين الصفاء، و سعيد الناصري زميلهم في الحزب و رئيس نادي الوداد البيضاوي، و 17 أخرين، على خلفية تصريحات تقدم بها مواطن مالي ملقب في الأوساط الإعلامية بـ”اسكوبار الصحراء”.

 

ويدور فحوى تصريحات “المالي” الذي يتزعم هذه “الشبكة” ويقبع حاليا في سجن الجديدة لقضاء عقوبة سجنية من 10 سنوات، حول السطو على ممتلكاته العقارية، و أمواله.

 

وبعد تقديم مجموعة من 25 شخصا في هذه الشبكة، أعلن الوكيل العام، أن الأبحاث جارية، وسيتم تقديم الأشخاص الآخرين فور انتهاء الأبحاث، وهو ما يؤشر على وجود لائحة ثانية في هذا الملف الذي يستأثر باهتمام واسع من الرأي العام الوطني وبخاصة بمدينة وجدة والمنطقة الشرقية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)