معركة طلبة الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا (DUT) بكلية الحقوق مستمرة

ما يناهز ثلاثة أسابيع منذ انطلاق معركة الطلبة والطالبات الحاصلين/ات على الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا (DUT)، الذين حاولت الإدارة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -بجامعة محمد الأول- بدايةً، أن تفرض عليهم إجراء مباراة كتابية اعتُمدت لأول مرة في تاريخ الكلية؛ ولازالت مستمرة (المعركة) إلى حدود الساعة، بفعل إرادة الجماهير الطلابية وعزيمتهم الصلبة على إسقاط كافة البنود الإقصائية في حقهم، كما هي مستمرة كذلك بفعل تعنت الإدارة ونهجها سياسة التماطل والتسويف كما هو المعروف والبديهي والذي يعتبر من السِّمات الطبيعية لأي إدارة هرمية.
حتى نضع القارئ والمتتبِّع للشأن العام في السياق، لفهم صلب المشكل الذي نعانيه نحن طلبة الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا؛ فإننا خلال بداية هذا الموسم الدراسي، قمنا بالتسجيل في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بنفس الجامعة، لأجل استكمال مسارنا الدراسي بسلك الإجازة الأساسية (S5-S6) في شعبة علوم الاقتصاد والتدبير.


وعلى غير المعهود، لم يكن التسجيل بالنسبة لهذا الموسم مثل المواسم المنصرمة؛ حيث أعلنت الإدارة أنها ستعتمد “انتقاء أوليا” محددا بشروط معينة من ضمنها: بيانات النقاط ونوع التخصص، ثم بعد ذلك على المترشحين المقبولين أوليا أن يجتازوا “مباراة كتابية” من أجل الولوج إلى الكلية. ومن لم يسعفه الحظ في اجتياز المباراة؛ فمصيره الشارع والحرمان من حقه في التعليم.. بينما في المواسم الدراسية السابقة، كان يتم انتقاء الطلبة بعد التسجيل عن طريق “عتبة” معينة تحددها لجنة بيداغوجية منبثقة عن إدارة الكلية، ومن لم يستوف تلك العتبة، فيُسمح له أيضا بالالتحاق شريطة أن يعيد السنة الثانية من سلك الإجازة الأساسية.
طبعا في ظل هذا السياق السياسي والاقتصادي المتردي والمأزوم محليا، كما عالميا أيضا، والذي يعرف هجمات نيوليبرالية شرسة ترمي إلى خصخصة ما تبقى من قطاعات عمومية في مقدمتها التعليم والصحة.. قام الطلبة والطالبات وعيا منهم/ن بهذا الواقع، وبأن الشروط الجديدة التي أقرّتها إدارة الكلية ما هي في حقيقة الأمر إلا شروط إقصائية في حقهم؛ قاموا وقمن بمقاطعة المباراة الكتابية التي كان سيتم إجراؤها يوم السبت 16 أكتوبر 2021، تعبيرا عن رفضهم/ن القاطع لاجتيازها، باعتبار أن إقرارها زحف على مكتسبات الحركة الطلابية وضرب في مبدأ الاستقطاب المفتوح. وتلاها مباشرة تفجير معركة نضالية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار.. إلا أن إدارة الكلية انتهجت كعادتها سياسة الآذان الصماء، وتركت الطلبة والطالبات إلى مصيرهم/ن المجهول…
وبعد أسبوعين من المقاطعة اعتقدنا أن الإدارة، وأخيرا، قد رضخت إلى الحوار، وأنه سيكون حوارا جادا ومسؤولا؛ إلا أننا في نهاية الأمر لم نتوصّل إلى أي حل معقول ومنطقي، وظل بالتالي ذلك الحوار معلّقا كونه لم يقدم جديدا ينشُده الطلبة والطالبات..
ولم يمرّ يوم واحد على الحوار، لنفاجأ بإقدام الإدارة على خطوة غير محسوبة، من طرف واحد (طرفها)، تمثلت في تقديم “تنازلات” لم تستسغها الجماهير الطلابية؛ الخطوة التي جاءت عبارة عن إعلان للتسجيل من دون مباراة، لكنها وزّعت طلبة الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا على ثلاثة مستويات: منهم عدد ضئيل سيدرس السنة الثالثة وفقط (وهو مطلبنا العادل والمشروع لكافة الطلبة)، ومنهم من توجّب عليه إعادة السنة الثانية، بل ومنهم أيضا من عليه أن يبدأ من جديد وكأنه لم يتحصّل على دبلوم يعادل دبلوم الدراسات الجامعية العامة (DEUG). بالتالي ظلت خطوة إقصائية ومجحفة، بشكل ربما يبدو “ناعما”/”أخفّ وطأة” من إجراء مباراة كتابية.


ترتب عن كل هذا، وأزيد بكثير منه؛ من قبيل: عدم السماح للحاصلين/ات على “بكالوريا قديمة” بالتسجيل، نقص في الموارد البشرية واهتراء على مستوى البنية التحتية، زحف على حق الطلبة والطالبات في الاستفادة من الوحدات الإضافية والاستثنائية، حرمان العديد من الطلبة والطالبات من حقهم/ن في السكن الجامعي، إغلاق المطعم الجامعي إلى حدود الساعة… ترتب عنه الخوض في خطوات تصعيديّة تجلّت في مقاطعات جزئية للدراسة والذهاب في تظاهرات صوب مدار الطرق الجامعي، مقاطعة إيداع ملفّات التسجيل الذي عوّض المباراة الكتابية، اعتصامات لازالت مفتوحة إلى حدود الساعة…
في هذا الصدد، وفي ظل تعنّت الإدارة الهيراركية/الهرمية التي تظل في نهاية المطاف جزءًا لا ينفصل عن الجهاز الطبقي الهيراركي الأكبر (جهاز الدولة)، شكلا هرميا وممارسة طبقية تعسفية.. وفي ظل رفضها التعاطي مع الملفات الشائكة العالقة والمطروحة على مائدتها؛ فإننا نحن طلبة الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا (DUT)، نعلن للجميع أن معركتنا لازالت مستمرة إلى أن يتحقق مطلبنا ونلج بشكل عادل إلى الكلية، لا بالشكل الإقصائي الذي يُفرض علينا فرضًا في ظل السياق النيوليبرالي الحالي، تحت غطاء الصناديق المانحة.

طالب متضرر 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)