بعد تجربته على الفئران والخنازير.. هل سينقذ “التنفس المعوي” المرضى الذين يعانون من حالات فشل الجهاز التنفسي؟

في الصورة : تاكانوري تاكيب مدير المعهد الذي أجرى الدراسة

يؤدي نقص إمداد الجسم بالأوكسيجين في تسجيل ملايين الوفيات عبر العالم، وأي خلل في هذه المادة الحيوية يؤدي لإحداث أضرار خطيرة على الدماغ والكبد وباقي الأعضاء. وشهد العالم خلال جائحة كورونا تسجيل مئات الوفيات بسبب نقص إمداد الأفراد المصابين بالأوكسجين، وتقول الدكتورة جانيت دياز، رئيسة الرعاية السريرية بمنظمة الصحة العالمية، أن الأكسجين الطبي هو علاج أساسي لحالات كوفيد19 الحادة.

 

وفي هذا السياق، توصل فريق من الباحثين بمعهد بحث في اليابان، لإكتشاف علمي جديد قد يقلص بشكل كبير من عدد الوفيات المسجلة في العالم بسبب نقص الأوكسيجين، وتوصلت الدراسة التي نشرت بدورية “ميد” في الرابع من شهر ماي الماضي (2021)، إلى أن بعض الثدييات والقوارض يمكن لها التنفس من أمعائها من خلال جهاز تهوية بالأكسجين يتم إدخاله من فتحة الشرج.

 

وأجرى الباحثون من جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان، اختبارا طوروا خلاله جهاز تهوية بالأكسجين يتم إدخاله من فتحة الشرج ثم قارنوا حالة الفئران والخنازير التي تلقت التهوية مع حالة الحيوانات التي لم تتلق التهوية.

 

وكشف تاكانوري تاكيبي مدير المعهد الذي أجرى الدراسة، في جواب على سؤال شمس بوست، “هل تمت تجربة الدراسة على الإنسان ؟”، يقول البروفيسور تاكانوري :”لسوء الحظ لم نجري أي تجارب على الإنسان في الوقت الحالي، لكن نخطط لذلك في الأيام القادمة”.

 

وعن ما إذا كان هذا الإكتشاف سيقلص من الوفيات بسبب نقص الأوكسيجين، يجيب البروفيسور بالقول:” إذا تم إثبات ذلك بنجاح على البشر ، أعتقد أنه من المحتمل علاج بعض حالات فشل الجهاز التنفسي الحاد الناجم عن فيروس كورونا.”

 

واظهرت نتائج التجربة ، بحسب تاكانوري أن الفئران التى لم تتلقى الأوكسجين المعوي ظلت على قيد الحياة لمدة 11 دقيقة فقط، بينما الفئران التي تلقت الأوكسجين المعوى عبر فتحة الشرج، ظلت على قيد الحياة لمدة 50 دقيقة، مما يؤكد أن الأكسجين وصل إلى أنسجة الجسم.

 

وأعد الباحثون الشرج عن طريق الاحتكاكات لإحداث التهابات والزيادة من تدفق الدم ; هذه التغييرات تم تأكيدها من خلال العلامات الجينية/ الوراثية المتزايدة وساهمت في تحسين فعالية توصيل الأوكسجين. ولكن، نظرًا لأن هذا الشرط لتحضير التجربة سيكون غير مقبول للمرضى من البشر، فقد حاول الباحثون أيضا استخدام مادة بيرفلوروديكالين المشبع بالأكسجين (PFD)، وهي سائل آمن يمكن استخدامه في جسم الإنسان والمستخدم بالفعل في العيادات الانتقائية، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.

 

وأثبت فريق الباحثين أن امدادات الأوكسجين في شكلها الغازي والسائل كانت مفيدة حيث ارتفعت مستويات الأوكسجين وأصبح السلوك طبيعي في حين ارتفع أمد البقاء على قيد الحياة. وأكد الفريق كذلك ارتفاع الأوكسجين على مستوى الخلايا بالاعتماد على التلوين الكيمائي. بالإضافة إلى أنهم اكتشفوا أن الحد الأدنى من (PFD) الممتص مع الأوكسجين لم يسبب أي ضرر ولم يسجل أي تأثير على بكتيريا الأمعاء مما يشير إلى سلامة هذه الطرق في نماذج الحيوانات.

 

“المرضى الذين يعانون من ضيق في التنفس يمكنهم أن يحصلوا على امدادات الأوكسجين بالاعتماد على هذه الطريقة للتقليل من الآثار الجانبية لنقص الأوكسيجين أثناء علاج الحالات.” يقول تاكانوري تاكيبي، ويضيف “أظهرت التهوية المعوية نتائج واعدة ومحفزة في نموذجنا التجريبي الذي يحاكي الاختناق، وستكون الخطوات التالية هي اختبار سلامة طريقة “EVA” واثبات فاعليتها على الانسان في وسط اكلينيكي.

 

ويشمل الدعم التنفسي العلاجي التقليدي البروتوكولات التكنولوجية المعقدة مثل أجهزة التنفس الصناعي والرئتين الاصطناعية.في ظل جائحة Covid19 الحالية تم تسليط الضوء على الحاجة الشديدة لتطوير بدائل أقل توغلاً وتعقيدت مثل EVA لدعم وظيفة الجهاز التنفسي على المدى القصير. إذ يمكن لهذه النتائج الجديدة التي توصل إليها باحثو TMDU أن تمهد الطريق لاستراتيجيات تهوية جديدة في المستقبل.

 

ھذا التقریر نشر كجزء من مشاركة الكاتب/ة فى ورشة الصحافة العلمیة ومن خلال مشروع الصحافة والعلوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، و َھو أحد مشروعات معھد جوته الممولة من قبل وزارة الخارجیة الألمانیة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)