رغم المنع الذي توصل به فرع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوجدة من طرف باشا مدينة وجدة في سياق منع العديد من المسيرات المتزامنة للنقابة على المستوى الوطني من جانب وزارة الداخلية، فإن فرع الكونفدرالية نظم وقفة احتجاجية بساحة 16 غشت، فيما لم يتمكن منتسبوا النقابة والمواطنين المشاركين من تجسيد المسيرة الاحتجاجية بعد منعها من جانب القوات العمومية وتطويقها.
المحتجون رفعوا شعارات قوية ضد حكومة أخنوش التي قالوا بأنها استهدفت الطبقات الشعبية المسحوقة بالوقوف مكتوفة الأيدي تجاه موجة الغلاء الفاحش الذي مس جميع المواد الاستهلاكية وبخاصة المواد الفلاحية.
كما رفعوا شعارات موجهة بشكل مباشر إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي يحملونه وحكومته مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية في المغرب، والإخلال بالالتزامات التي سبق والتزمت بها الحكومة خاصة مع النقابات.
وبعد نصف ساعة من الوقفة حاول المحتجون النفاذ إلى شارع عبد الرحمان حجيرة (شارع مراكش سابقا)، غير أن القوات العمومية وقفت سدا أمام رغبة المحتجين ما أدى بهم إلى إنهاء الشكل الاحتجاجي في المكان نفسه وتوعد الحكومة بتصعيد الاحتجاجات.
وقال حسان بنعاشور الكاتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن المقاربة الأمنية التي تنهجها الدولة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان الشعبي.
وأكد الناشط النقابي في تصريح لشمس بوست أن الشكل الاحتجاجي الذي نظمته اليوم الكونفدرالية يندرج “في إطار البرنامج النضالي الذي سطره المكتب التنفيذي للنقابة، والذي يتضمن مسيرات في جميع الأقاليم و اضطراب في الوظيفة العمومية ومسيرة وطنية”.
وأبرز أن هذه الأشكال الاحتجاجية، هي أشكال أولية “جواب على تجاهل الحكومة لتدهور الأوضاع الاجتماعية، خاصة موجة الغلاء التي ضربت القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة”.
كما تأتي هذه الاحتجاجات وفق نفس المصدر في سياق “تنصل الحكومة من الاتفاقات الاجتماعية وبالتحديد اتفاق 30 أبريل 2022 خاصة فيما يتعلق بالزيادة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل”.
وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر ان تتخذ الحكومة “اجراءات هيكلية لتحسين الأوضاع في البلاد وتخفف الضغط ..تستمر في نهج منح المزيد من الامتيازات لرأس المال، و تنفق بسخاء على أمور لا تشكل أولوية”.
وأبرز بنعاشور أنه إنطلاقا من تاريخ الكونفدرالي “الكفاحي”، “لا يمكن إلا أن نكون في مقدمة المحتجين وفاء لمبادئنا”.
وأشار في نفس الوقت إلى أنه ستستمر هذه الاحتجاجات في المستقل، مع إدانته في نفس الوقت المنع الذي طال مسيرات الكونفدرالية بمختلف أقاليم المغرب، محذرا من التجاهل والتعاطي القمعي الأمني مع الوضع، مما قد يهدد السلم الاجتماعي.
هذا وكانت الكونفدرالية بوجدة قد توصلت في وقت سابق من باشا مدينة وجدة بقرار يفيد منع المسيرة التي تعتزم القيام بها، غير أن الكونفدرالية ردت على قرار المنع بتعبئة كبيرة على مستوى أهم أسواق مدينة وجدة، وبخاصة في شارع عبد الرحمان حجيرة و ساحة باب سيدي عبد الوهاب، تعبيرا على الرغبة في تنظيم المسيرة، غير أن القوات العمومية حالت اليوم دون تنظيمها للمسيرة المقررة.
تعليقات ( 0 )