عن شغفي بـ ” جور” و ” دان “

7 أيلول / شتنبر 2013

تاريخ مثل باقي التواريخ، و في الغالب قد تنسى أحداثه إن كانت عادية

لكن بالنسبة لي، لم يكن يوما عاديا، كانت أحداثه مثيرة للغاية، إنها لحظات تعلق رافقتني منذ ذلك الحين، ولازالت لغاية كتابة هذه السطور، و لا ريب أنها ستلازمني ماحييت، إنها حكاية عشق، استوطنت قلبي، و لن تنتهي إلا بعودة الروح لبارئها …

الراجح، أن الواحد منا يرتب بعناية فائقة زيارة الأماكن السياحية، خاصة البعيدة منها، أما أن يجد نفسه يسلك طريقا لم يخطط له من قبل، فذلك لا يحدث إلا إن كان له نصيب في أن يعيش قصة مختلفة، أكاد أن أجزم أنها لن تكرر معه، و أكاد أقسم له أنه سيتعذر أن يصدقه أحد إن رويت له ..

ذلك ما حدث معي، بالتحديد في التاريخ المذكور أعلاه، مع من يقول عنها الناس و يشاع بينهم أنها “نبض القلب” و مع من تعرف بـ مدينة التلال السبع“..

صدقا، كانت هناك ظروف مهدت لشد الرحال لإحدى الوجهات المقترحة سالفا، لكن الكفة مالت لوجهة لم تكن واردة في لائحة الإختيارات بالمرة، فيا للعجب !!

فالمجنون لفرط هروب عقله، و اعتياده اللاواعي على غير المألوف لن يصدق ذلك، فما بالك و العاقل.

تتوه مني الكلمات حقا، و تحتار حروفي أمام الترتيب الإلهي العجيب …  كل شيء حدث في أقل من يوم واحد دون سابق إشعار،

قرابة  الإحدى عشر سنة خلت،  لم أستوعب بعد أنني في يوم من الأيام ….

ـ  كأنه كان حلماً لا واقعاً، استيقظت منه على غير انتظار … لأنني لم أكن أتوقع أن يهب لي ذلك الطالع كله دفعة واحدة  ـ

وقفت على بضع كيلومترات من مضارب آل هاشم، قصر رغدان الهاشمي العامر .. الصورة تشهد، علم خلفي .. شامخ .. يرفف معانقا عنان الأفق.

صرت ذات بخت، حين ظفرت بلقاء ـ كان من السماء أروع هدية ـ بمن حملت عنوانا لعزها و مجدها بين الأمم تاج مملكة هاشمية شذت عبر العصور أصالة و شهامة.

زرت أماكن مذكورة في القرآن الكريم، و كتب لقدمي أن تطأ موضع من ورد في نومهم عضات و حكم .. و لتلك الغبراء على مدى اتساعها نصيب بالذكر في الكتاب المقدس.

كنت على موعد،

مع دفء  نمشي عامر بالجود و الكرم ، مع أرض احتضنت السماء بسموق عبق تاريخها، و مع أزقة تنبض بالحياة، مع شوارع تأسر الجنان، و مع فيض الرونق و الرواء ل وسط البلد السرمدي.

مع غروب منفرد بالصبابة، لا يوحي لناظره أن النهار قد أفل في حمرة الخجل، لتنسدل معه ظلال الليل  … لم أستشعر و أنا أتأمل الشفق، ثقل أفول الشمس، و لم ألمس معنى الفراق حينها، إنما نغمست في سيرورة ليل ساحر له من الجمال أوفر كفل.

مع رحلة مميزة، و زخم من قصص الحسن و البهاء  ـ من المؤكد ـ  سأروي تفاصيلها لأولادي و أحفادي، و سأعمل جاهدة على جعلهم يحيون جزيئاتها عن قرب، أما الآن فقد حان الوقت، أن أفشي لكم سرا لطالما كتمته عن الآخرين ..

فحتى و إن غادرت ربة عمونفروعتها لن تغادرك، ولا أنت ستغادرها … ستسلبك جزءا من روحك، ستتركه هناك في أحضان أزقتها، و على عتبات أرداجها العريقة، ستحن لها و ستشتاق، و ستسعى جاهدا للعودة مرة أخرى، و لربما ستدمن اللقاء.

فؤادي كان على موعد مع قصة صبابة من طراز مغاير، ابتدأت مع من خاطبتها ماجدة الرومي بـ أعود و كلي حنين” و غنت لها نجاة الصغيرةأرخت عمان جدائلها فوق الكتفين” من شعر حيدر محمود  و أخبرت فيروز الدنيا بأسرها و قالت عمان في القلب”  و صدقت و الله، ماجدة، فالحنين لمدينة الحب الأخوي يدمي القلب بساهمه، و  “جارة القمر” صدقت هي الأخرى، فلا يليق بلؤلؤة يوردانيم إلا القلب مسكنا.

أما أنا فقد ذبت فيها هياما، و عشقت كل تفاصيلها في لقاء واحد خاطف، لم يتعدى اثني و سبعين ساعة …

طيرت لي عقلي بجمالها و بدفاها يابا و يايما بدلالها و ب طيبة أهلها و الله مافي  ..

بــشــوفك ع خير يا عمان .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)