شيات تعليقا على زيارة ملك الأردن للمغرب: لابد من انبثاق جبهة جديدة

 

قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، بجامعة محمد الأول بوجدة، أن العلاقات المغربية الأردنية، واحدة من العلاقات المستقرة على مر التاريخ.

 

وأضاف في تصريح لشمس بوست، تفاعلا مع زيارة عبد الله الثاني، ملك الأردن، إلى المغرب، والتي يبدأها اليوم الأربعاء، أن العلاقات لم تشهد أزمات وتحولات كبيرة في المواقف.

 

وأرجع هذا الاستقرار في العلاقات بين البلدين، لوجود المشترك بين البلدين أكثر من المختلف حوله، مع غياب رهانات كبرى، يمكن أن تخل بالقاعدة، وبالنظر كذلك للبعد الجغرافي، وطبيعة الارتباطات التقليدية بين العائلتين الملكيتين.

 

وأبرز، شيات، أن البلدين، لهما موقف موحد، من العديد من القضايا العربية، في العديد من المحافل سواء داخل أروقة الأمم المتحدة، أو على مستوى جامعة الدول العربية، هذا بالاضافة إلى دورهما في القضية الفلسطينية والمسؤولية التاريخية الواقعة على عاتقهما انطلاقا من ترأس المغرب للجنة القدس، ومسؤولية الأردن في حماية المقدسات الإسلامية في القدس.

 

ويبقى المستوى الاقتصادي بحسب شيات، هو المستوى الذي لا يرقى إلى طبيعة العلاقات المتينة بين البلدين.

 

ورغم  وجود 60 اتفاقية للتعاون، إلا أن هذه الاتفاقيات غير مفعلة، أو مفعلة جزئيا، قبل أن يبرز بأن العيب ليس في هذه الاتفاقيات ولكن لاكراهات اخرى مرتبطة بما هو تقني ولوجستيكي.

 

وزيادة على كون الأردن محاط بعدد من مناطق التوتر والصراع، فإن غياب خط مباشر للنقل الجوي، وأيضا توفر الأردن على ميناء واحد هو ميناء العقبة ساهم برأي أستاذ العلاقات الدولية في ضعف تنفيذ الاتفاقيات المشتركة خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي.

 

وقد يكون أيضا، إرتهان مصالح الأردن الاقتصادية، مع قوى اقتصادية أخرى غير التي ترتبط بالمغرب.

 

وعن دور البلدين في الوضع الجديد على مستوى الأرض، خاصة في ظل ما بات يعرف “بصفقة القرن”، ونقل الولايات المتحدة الأمريكية لسفارتها لدى تل أبيب، إلى القدس، وما تلاه من تنقيلات لدول أخرى لسفاراتها في إسرائيل إلى القدس، أبرز شيات أن مسؤولية المغرب والأردن في فلسطين مسؤولية تاريخية.

 

وبالتالي فإن الإدانة، هو الموقف الذي يتم التعبير عنه، وهو الموقف الطبيعي، لكن اليوم هناك حاجة إلى انبثاق جبهة جديدة إنطلاقا من المسؤوليات المشتركة للبلدين في فلسطين، وأيضا انطلاقا من الخيبات التي راكمتها الشعوب العربية بسبب فشل النماذج الأخرى للعمل المشترك.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)