إسبانيا تنتظر تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سانشيز

عقب إعلان تكليف العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس لرئيس حكومة تسيير الأعمال بدرو سانشيز بتشكيل حكومة، ينتظر كثيرون معرفة متى سيتمكن الأخير بفضل حزب اليسار الجمهوري الكتالوني المنادي بالاستقلال من حصد الدعم في البرلمان.

وتجنب سانشيز، الذي يحضر الخميس والجمعة اجتماعا لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، تحديد موعد لعقد جلسة نقاش لتنصيبه في البرلمان، واقتصر على القول إنه يأمل في حدوث ذلك “في أقرب وقت ممكن”.

ويتبقى لسانشيز، الذي اتفق على تشكيل حكومة ائتلافية مع زعيم حزب “بوديموس” اليساري بابلو إغليسياس، الآن إتمام المفاوضات مع حزب اليسار الجمهوري الكتالوني لكي يمتنع على الأقل عن التصويت في البرلمان.

ويحظى حزب اليسار الجمهوري الكتالوني بخمس التمثيل في البرلمان بـ13 نائبا، ما يجعل أصواته حاسمة في ظل برلمان منقسم أو حتى امتناعه عن التصويت.

لكن في الطريق إلى إنجاز اتفاق يسمح على الأقل بامتناع الانفصاليين الكتالونيين عن التصويت، سيعقد هذا الحزب في 21 و22 من الشهر الجاري مؤتمره الوطني، والذي سيمثل نقطة ترو في المفاوضات مع الحزب الاشتراكي.

وكان الاشتراكيون وحزب “بوديموس” توقعا في البداية إمكانية إجراء مراسيم التنصيب قبل نهاية العام الجاري، لكن هذا التفاؤل تراجع إزاء المفاوضات مع الحزب اليساري الجمهوري الكتالوني، ما قد يؤدي إلى إجراء العملية في يناير المقبل. لكن سانشيز وحزبه يصران على عدم التحدث عن مواعيد محتملة.

وإزاء المخاوف من إمكانية قطع مؤتمر الحزب اليساري الجمهوري المفاوضات، سيستغل الاشتراكيون الأسبوع لبدء جولة اتصالات مع جميع التكتلات البرلمانية كما أعلن سانشيز؛ وكشف الخميس عن تفاصيل جديدة حول الاجتماعات التي سيعقدها الإثنين المقبل مع قائدي حزبي يمين الوسط، وهما بابلو كاسادو من الحزب الشعبي المحافظ، وانيس اريماداس من حزب “مواطنون” الليبرالي.

وأكد كاسادو الأربعاء عقب جولة المشاورات مع العاهل الإسباني أنه يظل يرفض دعم تنصيب سانشيز، وطرح إمكانية امتناع حزب “مواطنون” عن التصويت لتسهيل ذلك.

من جانبه، يرغب اريماداس في نقل اقتراح لسانشيز حول التوصل إلى اتفاق “لتشكيل ائتلاف كبير” ثلاثي يتألف من 221 مقعدا من الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي وحزب “مواطنون”، لتسهيل استمرار الزعيم الاشتراكي في الحكومة، بدعم من الخارج من الحزبين الآخرين.

كما سيتحدث سانشيز خلال الأسبوع المقبل مع رؤساء 17 إقليما تتمتع بالحكم الذاتي في البلاد، بينهم رئيس إقليم كتالونيا الاستقلالي كيم تورا.

وستعد هذه المرة الأولى التي سيتحدث فيها القائدان بعد عدم رد رئيس حكومة تسيير الأعمال على عدة اتصالات هاتفية لتورا خلال أكتوبر الماضي.

وانتقدت المعارضة اليمينية الخميس خطة سانشيز، على اعتبار أن إجراء محادثات مع تورا يمثل تنازلا في إطار المفاوضات التي يجريها الحزب الاشتراكي مع الحزب اليساري الجمهوري الكتالوني لدعم ترشيحه.

وأكد سانشيز من بروكسل أنه يرغب في الحديث مع تورا وباقي رؤساء الأقاليم لينقل لهم “الحاجة” إلى تشكيل حكومة و”الخروج من حالة الجمود بحكومة تسيير أعمال”.

مع ذلك، فإن هذه المبادرة لا تقنع تورا، إذ يعتبرها غير كافية لحل الوضع في إقليم كتالونيا؛ لذا طالب سانشيز بمواجهة الوضع بـ”شجاعة” وليس ببوادر “فارغة وعقيمة”، وفقا لمصادر مقربة، مطالبا بضرورة وجود “احترام مؤسسي” و”ثنائية” بين إقليم كتالونيا والحكومة الإسبانية.

 

إفي

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)