باحثون مغاربة: مظاهرات الدعم لغزة تؤكد مركزية القضية الفلسطينية

 

باحثون وأكاديميون مغاربة للأناضول:
– الخروج الكبير للشارع تأكيد على أن فلسطين قضية أمة وقضية مخترقة للأجيال
– حشود المظاهرات حول العالم أسقطت سردية إسرائيل بأنها واحة الديمقراطية
– خروج الناس للتظاهر أعطى صورة مشرفة لشعوب تتطلع للكرامة والانعتاق
– هذه الاحتجاجات هي أولا ضد أمريكا وأوروبا بسبب مواقفهم
 

رأى أكاديميون وباحثون مغاربة، أن حشود المظاهرات الداعمة لغزة تأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وأنها قضية أمة، حاضرة لدى الأجيال بغض النظر على السن.

يأتي ذلك بينما تتواصل بمختلف المدن المغربية ومدن العالم الوقفات والمسيرات التضامنية مع فلسطين، خاصة قطاع غزة، الذي يتعرض لحصار شديد مع حرب إسرائيلية مستمرة منذ 3 أسابيع، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى.

وفي تصريحات متفرقة للأناضول، اعتبر الباحثون والأكاديميون أن الخروج الكبير للشارع تأكيد على أن فلسطين قضية أمة، وليس قضية شعب فلسطيني فقط، وأن الشعوب تتطلع للكرامة والانعتاق.

عدالة القضية

قال عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الأول بسطات (حكومية) إن “ما يقع في غزة في الحقيقة هو صراع وجود مع كيان قائم على القتل واستدامة إضعاف الأمة والشعوب العربية الاسلامية بما يضمن السيطرة على خيراتها ومقدراتها”.

وأضاف للأناضول “في هذا النوع من المواجهة يلعب الوعي دورا كبيرا في الحد من الانتهاكات، وجعل أفق تحرير إرادة الأمة قائما، وأن التظاهرات في الشارع العربي الاسلامي أعطت ثلاث مؤشرات”.

وقال إن “المؤشر الأول هو أن القضية الفلسطينية حاضرة ومخترقة للأجيال بغض النظر عن السن، وأن الهرم الديمغرافي للأمة التي يسيطر عليها الشباب توضح أن خروجهم للشارع تأكيد على أن فلسطين قضية أمة، وليس قضية شعب فلسطيني فقط، ومن ثمة التعامل مع إسرائيل ككيان محتل وقاتل”.

وتابع أن “المؤشر الثاني هو أن خروج الناس للشارع يؤكد أن سردية إسرائيل واحة الديمقراطية، وأنها كيان طبيعي أو يراد أن يكون كذلك سقطت، وسقطت معها أقنعة اللوبي الاسرائيلي الذي يدافع عن إسرائيل، وعن فكرة التطبيع معه، وهو لوبي مخترق لمؤسسات الدولة وعلى الأقل لوسائل الإعلام، وهو لوبي يبرر لها القتل اليومي وتدنيس المقدسات وأساسا القدس والمسجد الأقصى”.

ولفت إلى أن “المؤشر الثالث يتعلق بكون تزييف الوعي من خلال وسائل الإعلام كان تأثيره محدودا، وخروج الناس للتظاهر أعطى صورة مشرفة لشعوب تتطلع للكرامة والانعتاق، فرغم السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، فقد اتضح أن ما وقع مؤخرا كان انتصارا لوعي عدالة القضية الفلسطينية، وهو وعي سيظل ويتطور مع الجيل وسائل التواصل الاجتماعي بكلمة التظاهرات علامة حياة ويقظة هذه الشعوب، وعودة لإرادة التقرير التأثير في صيرورة ومصير القضايا الكبرى وأهمها القضية الفلسطينية.

 وقف التطبيع

أحمد أويحمان، رئيس المرصد المغربي لمحاربة التطبيع(غير حكومي) قال للأناضول، إن الوقفات والمسيرات الداعمة لفلسطين تؤكد على الموقف الثابت للشعب المغربي بخصوص القضية الفلسطينية، والتي تعتبرها مختلف الهيئات قضية وطنية.

وأضاف أن هذه المظاهرات تطالب بوقف التطبيع، وتعتبر أن ما يقع في غزة فرصة للمسؤولين لتصحيح انزلاقهم نحو التطبيع.

وأشار إلى الشعب الفلسطيني يستحق الدعم، خاصة أنه يتعرض لمختلف أنواع الاضطهاد، وأن هذا الشعب يدافع عن مسرى الرسول الكريم، وتحرير فلسطين.

ودعا الجميع إلى دعم فلسطين، بالنظر إلى التضحيات التي يقدمونها، سواء تعلق الأمر بالدعم المالي أو المواد الغذائية أو الطبية أو غيرها.

تداعيات خطيرة

بدوره، رأى إدريس الكنبوري، الباحث المغربي أن “المظاهرات التي تخرج كل يوم في المدن والعواصم الأوروبية وفي أمريكا احتجاجا على التوحش الصهيوني؛ ويشارك فيها مسلمون وغربيون؛ ستكون لها تداعيات خطيرة في الأعوام المقبلة”.

وأشار في تدوينة له بالفيسبوك إلى أنه “منذ عشرين سنة والغرب يناقش الإرهاب والتطرف في العالم وفي داخل مجتمعاته؛ وصرف مليارات الدولارات وعقد مئات الندوات ونشر عشرات الآلاف من الكتب ووضع آلاف البرامج ونظم مئات التداريب للشرطة والأمن؛ واليوم يدك الجمل ما حرث”(أي يأتي موقف يهدم ما بناه شخص ما / أو جماعة ما).

وأوضح أن “هذه الاحتجاجات هي أولا ضد أمريكا وأوروبا بسبب مواقف التأييد للكيان؛ ودعم جرائمه؛ ومساندته عسكريا وسياسيا”.

وفجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

الرباط/ الأناضول

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)