الضغوط تتزايد على الرئيس الأميركي من اجل رد حازم على موسكو

ترأس الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة اجتماعا طارئا مع أعضاء حلف شمال الأطلسي في ظل تصاعد الضغوط عليه من جميع الأطراف لتعزيز رده على التوغل السريع للقوات الروسية في أوكرانيا.

وقال البيت الأبيض إن بايدن التقى “رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي الآخرين خلال قمة افتراضية طارئة لمناقشة الوضع الأمني في أوكرانيا ومحيطها”.

بايدن الذي حاول لأسابيع قيادة رد غربي موحد على مناورات روسيا، شارك في هذا الاجتماع من “غرفة العمليات” الشديدة التحصين التي يقود منها الرؤساء الأميركيون العمليات العسكرية الحساسة.

وكان الرئيس الأميركي قد وعد بتوجيه ضربة قاسية لمالية واقتصاد روسيا وجعل رئيسها فلاديمير بوتين “منبوذا” على الساحة الدولية.

لكن عدة دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي أعربت الجمعة عن رغبتها في المضي أبعد في الرد على موسكو مع وصول المعارك إلى مشارف العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ودول البلطيق إنه من الضروري فرض “عقوبات إضافية” على موسكو تستهدف خصوصا “الأوساط المقربة” من فلاديمير بوتين.

كما أعلنت برلين عزم بروكسل على فرض “عقوبات قاسية” على الرئيس الروسي ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

وعند سؤاله الخميس عن سبب عدم قيامه بهذه الخطوة بنفسه بعد أن أكد قبل عشرة أيام أن جميع العقوبات “جاهزة” في حالة حدوث غزو، تنصل جو بايدن من الإجابة.

إضافة إلى الدعوة إلى معاقبة الرئيس الروسي، ترتفع العديد من الأصوات الداعية لاستبعاد روسيا من نظام “سويفت” للتعاملات المالية بين المصارف، وهو أداة أساسية في القطاع المالي الدولي.

أكد الرئيس الأميركي أن ذلك “خيار” مطروح، لكنه يرفض حتى الآن اتخاذه لافتا إلى أن دولا أوروبية معينة، مثل ألمانيا، تعارض الخطوة في الوقت الحالي.

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الذي التقى بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه شدد الجمعة مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على “الحاجة لأن تستخدم الولايات المتحدة كامل نفوذها لدى بعض الدول الأوروبية المترددة من أجل استبعاد روسيا من سويفت”.

لا يوجد على جدول أنشطة الرئيس الأميركي خطاب حول الأزمة الروسية الأوكرانية الجمعة.

لكن الرئيس الذي يعاني أصلا تراجعا في شعبيته، عليه أن يبرر موقفه من هذه القضية للأميركيين خلال خطابه الرئيسي حول السياسة العامة أمام الكونغرس، والمقرر أن يلقيه مساء الثلاثاء.

وإذا كان الأميركيون الذين سئموا الحروب التي لا نهاية لها في العراق وأفغانستان، مترددين إلى حد ما في أن تؤدي الولايات المتحدة دورا رئيسيا في النزاع الروسي الأوكراني، فإن العديد من أعضاء الكونغرس الديموقراطيين والجمهوريين يطالبون جو بايدن بمقاربة أكثر حزما تجاه موسكو.

وقال السناتور الديموقراطي النافذ بوب مينينديز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ ومقرب من الرئيس، إنه “يمكننا ويجب علينا أن نفعل المزيد”.

من جهتهم، لمح العديد من المشرعين المحافظين إلى أن الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان الذي قام به جو بايدن، كان بمثابة “دعوة” للطغاة في أنحاء العالم للتحرك.

وقال السناتور المحافظ ليندسي غراهام إن “اللغة الوحيدة التي يفهمها بوتين هي الحزم”، داعيا إلى “ملاحقة” الزعيم الروسي الذي وصفه بأنه “مجرم حرب”.

وانتهز بعض المقربين من الرئيس السابق دونالد ترامب الفرصة للتعبير مجددا عن شكوكهم في قدرة بايدن على الحكم.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)