في معرض فريد.. الحياة البرية بين يدي ساكنة وجدة (فيديو)

“التنوع البيولوجي” و غنى “الحياة البرية”، أشياء لا يمكن الوقوف عليها إلا في الأوساط الطبيعية، لكن تقريبها من الناس ممكن مع وجود عدسات مصورات ومصورين شغفهم الأول هو نقل تفاصيل هذه الحياة إلى عامة الناس.

 

إنطلق بحر الأسبوع الماضي بمدينة وجدة معرض لصور الحياة البرية شارك فيها ثلة من المصورات والمصورين، المنتمين للجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية، وهو المعرض الذي تنظمه الجمعية إلى غاية 21 نونبر الجاري، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق، و فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية، و التجمع البيئي لشمال المغرب، بالمركز التعاوني إبن خلدون للتفتح الفني والأدبي.

 

المعرض الذي ينظم تحت شعار “عدسات مصوري الحياة البرية وواقع الأوساط الطبيعية بالمغرب”، شاركت فيه المصورة حليمة بوصديق وهي رئيس الجمعية، بصور تحت عنوان “جزيرة موكادور مثال يحتدى به في حماية التنوع البيولوجي”.

وتعد جزيرة موكادور وفق التعليق المرفق بصور بوصديق، واحدة من المحميات التي تم خلقها سنة 1980 بعد أن عرفت أعداد صقر الإليونور تدهورا حادا بسبب الصيد الغير القانوني وكانت لا تزيد عن 60 زوجا. ويرجع الفضل لهذه المحمية التي تمنع فيها الزيارات إلا لفرق الباحثين وبعض الصيادين، في تزايد أعداد هذا الصقر وارتفاع عدد إلى 1500 زوجا سنة 2019.

 

كما قدمت المصورة سعيدة بونا، صورها في المعرض تحت عنوان “ضاية عوا بين الأمس واليوم”، وهي راصدة للحياة البرية بين بين ماضي هذا الوسط الطبيعي وحاضره، فيما إختارت زميلتها في الجمعية وفاء المهدي تقديم التنوع الذي تزخر به “بحيرة زروقة الواقعة بالأطلس المتوسط بمدخل مدينة إفران”.

أما “مدينة مرتيل”، فقد كانت موضوع صور المصورة، أنيسة الخطابي، فيما إختارت المصورة ليلى بنشقرون، تقديم صورها بعنوان “ضاية دار بوعزة منظومة بيئية تحتاج للحماية”، وهي بذلك تدق ناقوس الخطر عبر الصور للاهتمام أكثر بهذا الوسط الطبيعي.

 

من جانبه المصور محمد نوغو، إختار الوسط الصحراوي ليكون موضوع صوره، الذي قدمه بعنوان “صرخة البيئات الصحراوية”، فيما رصد المصور المهدي البقالي التحول الذي إعترى ضاية التقدم، وقدم صوره تحت عنوان “ضاية التقدم من بحيرة طبيعية إلى مجمع تسويق المنتجات الفلاحية والغذائية”.

 

المصور محمد مسرار إختار للصور التي قدمها في هذا المعرض المفتوح في وجه العموم وبخاصة التلاميذ والطلبة، عنوان “اعتقادات خاطئة تعرض الأنواع الحيوانية للانقراض”.

 

وبنفس “الصرخة المصوَّرة” التي أطلقتها ليلى بنشقرون، إختار المصور حسن الجردي دق ناقوس الخطر بخصوص المرجة الزرقاء، وقدم صوره تحت عنوان “المرجة الزرقاء جوهرة تحتاج لحمايتنا”، فيما كان “المنتزه الوطني توبقال”، عنوان الصور التي قدمها المصور أحمد بلعى، لإبراز التنوع والغنى الطبيعي الذي يمتاز به هذا الفضاء.

 

المنطقة الشرقية كانت حاضرة أيضا في هذا المعرض، من خلال الصور التي عرضها المصورين جمال الدين مهداوي، و محمد طالبي، المنحدرين من مدينة بركان.

المصورين النشيطين أيضا في مجال البيئة عرضا صور تبرز التنوع البيولوجي والغنى الذي تزخر به المنطقة الشرقية، هذا التنوع الذي يبوئها مكانة مهمة في هرم المناطق الغنية بيولوجيا، ليس أقلها توفرها على منطقة تصنف ضمن المناطق الرطبة المشمولة باتفاقية رامسار، وهو الموقع البيولوجي لملوية بالنفوذ الترابي لبركان.

وعلاقة بتنظيم هذا المعرض، قال محمد بنعطا، رئيس جمعية فضاء التعاون والتضامن بالجهة الشرقية، أن المعرض له عدة أهداف، “في مقدمتها التحسيس بأهمية التنوع البيولوجي، وكذلك الرفع من الوعي البيئي في أوساط التلاميذ و المنشطين التربويين وعموم المواطنين للحفاظ على هذه الثروة”. 

وأضاف في تصريح لشمس بوست أن المصورين والمصورات المشاركين، و المنحدرين من مختلف المدن المغربية، وجهوا عبر الصور المعروضة عدة رسائل، تصب في إتجاه التحسيس بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.

 

وأشار إلى أن المناطق الرطبة في المغرب والتي تحتضن تنوعا بيولوجيا مهما، تواجه تحديات تهدد بفقدانها، وضرب مثلا بالوضع الذي يواجهه مصب نهر ملوية، بسبب عدد من المنشآت المائية التي تم وضعها على الوادي للأغراض الفلاحية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)