بدر المقري يكتب: تاريخ مدينة وجدة في صورة (الحلقة 15)

– لما كان منهجي المعتمد في هذه السلسلة الخاصة بذاكرة مدينة وجدة من خلال الصورة يتحرى بصرامة الموضوعية بالدليل القاطع، فإنني لا ألتفت البتة إلى ظاهرة تحريف الوقائع التاريخية التي أصبحت أمرا واقعا في خضم الثورة الرقمية التي يساء توظيفها في كثير من الأحيان في مجتمعنا مع الأسف الشديد. و من ثم فإنني أتحمل مسؤوليتي العلمية و الأكاديمية كاملة و أؤكد أن هذه الصورة التي تعكس منزلة مدينة وجدة السامية في توطيد الوحدة المغاربية و الإفريقية، إنما التقطت بثكنة الشهيد العربي بلمهيدي في (فيلاج كولوش) يوم 18 مارس 1962. و قد وضع المغرب هذه الثكنة رهن إشارة الثورة الجزائرية بقرار سيادي، و أصبحت مقرا لقيادة أركان جيش التحرير الجزائري و قيادة ولايته الخامسة ما بين 1956 و 1962. و أصبحت ثكنة العربي بلمهيدي بعد استقلال الجزائر، ثكنة للقوات المسلحة الملكية. ويعكس الصف الثاني في هذه الصورة، السلطة الإدارية الرسمية لمدينة وجدة : عامل وجدة (الجنرال عبد السلام الصفريوي) و باشا المدينة و كاتبها العام (محمد المعزوزي)، الذي أكد لي معطيات هذه الصورة في لقاء عابر بالرباط، في ماي 2017. و من وجوه الصف الأول، ما دامت ثكنة العربي بلمهيدي تحت السيادة الجزائرية في التراب المغربي في إطار أواصر الأخوة، ما يأتي من اليسار إلى اليمين :  (قايد أحمد)-(محمد بوضياف)-(رابح بيطاط) وخلفه بنظارات سوداء تبدو جزئيا (نلسون مانديلا)-(أحمد بن بلة)-(أميلكار كابرال)(غينيا بيساو و جزر الرأس الأخضر) و خلفه (سامورا مايكيل)(الموزمبيق)-(هواري بومدين) و خلفه (أغوستينو نيتو)(أنغولا).    

بدر المقري / باحث أكاديمي

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)