المعرض المغاربي للكتاب.. إختتام نسخة أخرى من الإخفاق!

تقدم معارض الكتب فرصة استثنائيةً لمحبي القراءة في العالم، فالكتاب هو الأهم فى قاموسهم، لذلك تتحول ساحات المعرض وخيماته إلى مصدر للتلاقح الثقافي والمعرفي، إلى جانب خلق علاقات مباشرة مع المثقفين والكتاب من مختلف الدول، وكذا التعرف عن قرب على دور النشر وكيفية إشتغالها.

 

 

وفي هذا الصدد، يحتل المغرب المرتبة الثالثة في مؤشر القراءة العربي بعد لبنان ومصر، ويحتل المرتبة الأولى على الصعيد المغاربي، ويقضي المغاربة 57 ساعة سنويا في القراءة حسب المؤشر الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، أما عن عدد الكتب التي يطالعونها فتصل إلى 27 كتابا كمعدل سنوي.

 

 

وفي ذات السياق، فيرى عدد من متتبعي الشأن الثقافي أن معدل القراءة بالمغرب جد ضعيف، بالرغم ان الارقام تشير إلى انه يحتل مراتب محترمة بالمقارنة مع دور الجوار الاّ ان هذا الوقت لا يتعدى 9 دقائق في اليوم و هو وقت ضعيف جدا بالمقارنة مع الدول الغربية حسب ارقام ذات المؤشر، ويُعزى هذا العزوف عن القراءة في نظرهم إلى تراجع “ثقافة الكتاب” في المجتمع، وامام التطور التكنولوجي اصبحت الشبكات الإجتماعية تطغى وتقزم دور الكتاب في المجتمع، كما ان معارض الكتاب التي تصرف عليها ملايين الدراهم سنويا، لم تقدر على إشاعة أهمية الكتاب ودوره في المعرفة و وعي المجتمع وتقدمه.

 

 

وفي سياق متصل، إختتمت مساء اليوم الأحد، الدورة الحالية للمعرض المغاربي للكتاب بمدينة وجدة المنظم من طرف وكالة تنمية أقاليم الشرق، وشهدت هذه الدورة ضعفا في الإقبال، ومبيعات قليلة، بالنظر إلى توقعات المنظمين ودور النشر، خصوصا وان المعرض رصدت له الجهة المنظمة ميزانية كبيرة بلغت 800 مليون سنتيم.

 

 

ومن جهة أخرى، إنتقد عدد من الزائرين للمعرض، سيطرة اللغة الفرنكوفونية على أروقته، مع دعوة عدد من الكتاب الفرنسيين والأجانب لتنشيط ندوات في إطار فعاليات المعرض، وتهميش مثقفين وكتاب محليين ودول الجوار، كما تساءلوا أيضا عن مسألة مشاركة الكاميرون كضيف شرف لهذه الدورة، وأعتبرها البعض “علامة إستفهام” خاصة وأن المعرض يخص بالدرجة الأولى الدول المغاربية والتي لم تجد بعضها مكانا بهذا المعرض.

 

 

وقال أحد الزائرين للموقع ، ان المكسب الوحيد لهذه الدورة، هو فضاء الشباب الذي أشرفت عليه بعض الجمعيات التي تشتغل على موضوعي الشباب والثقافة، حيث خصص هذا الفضاء لمناقشة مواضيع مختلفة تهم الشباب ، وعرفت حضورا لا بأس به بالنظر إلى عدد الزوار الذين زاروا المعرض خلال هذه الدورة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)