رسائل بعيوي من حضور “خطاب المسيرة” وتحية العلم؟

 

حرص عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، و المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بالشرق، و عضو المكتب السياسي لنفس الحزب، يوم 6 نونبر الجاري، على مشاركة صوره التي التقطت له خلال الحضور للاستماع للخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، بمقر ولاية جهة الشرق، و قبله صوره خلال مراسيم تحية العلم الوطني.

 

بعيوي حرص أو طلب من المسؤولين على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، و الصفحة الرسمية لمجلس جهة الشرق، نشر الصور المذكورة.

 

جدير بالذكر أن هذه هي الصور الأولى التي ينشرها بعيوي في الصفحتين، منذ يوليوز، أي قبل انفجار القضية المعروف وسط الرأي العام بـ”ٌقضية المالي”، التي يواجه فيها بعيوي بالعديد من التهم، بناء على شكايات تقدم بها بارون مخدرات يقبع بسجن الجديدة ينحدر من مالي.

 

عند العودة قليلا إلى الوراء، سنكتشف أن بعوي ترأس في الثاني من أكتوبر الماضي، الدورة العادية لشهر أكتوبر، وشهدت الدورة تمرير أهم نقطة على الإطلاق، وهي ميزانية الجهة برسم السنة المالية 2024. لكن رغم أهمية هذه الدورة والمقررات المتخذة، والتي يحث القانون على إعلام المواطنون/الناخبون بها، إلا أن صورها على الأقل لم تجد طريقها كما كان يتم في السابق إلى صفحة بعيوي ولا إلى صفحة مجلس جهة الشرق على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”.

 

بل لا بأس أن نذكر أن بعيوي غادر على عجل قاعة انعقاد الدورة، وامتطى سيارته الخاصة، و لم يدلي بالتصريح الذي كان يدلي به للصحافة بعد انتهاء كل دورة، وناب عنه في هذه المهمة هذه المرة نائبه باسم التجمع الوطني للأحرار صالح العبوضي.

 

هذه العناصر دفعت بالعديد من المراقبين والمتابعين للشأن العام المحلي والجهوي إلى طرح السؤال التالي: لماذا نُشرت صور بعوي في حفل “خطاب المسيرة” وتحية العلم، و لم تنشر صور دورة رسمية مؤطرة بقانون تنظيمي قواعده جزء من قواعد الدستور؟

 

ثم لماذا حضر بعوي النشاطين فقط، دون الأنشطة الأخرى التي تمت في إطار “عيد المسيرة”، ومن ذلك الأنشطة التي شاركت فيها وزيرة التضامن عواطف حيار؟ وهو الذي كان “يصطاد” فرص وجود الوزراء في الجهة، أو دعوتهم لعقد الاتفاقيات معهم؟

 

هناك من استشف خلاصة أولية، مفادها أن بعيوي من الناحية العملية، لم يعد له دور للقيام به على مستوى مجلس جهة الشرق، وبالتالي غيابه عن الأنشطة الرسمية، و حتى غياب صور الدورة التي ترأسها كلها تصب في خانة انعكاسات الملف المفتوح لبعيوي بناء على شكايات “البارون المالي”.

 

غير أن الهامش المتبقى للحضور الرسمي، والذي تفرضه “رمزية” المنصب، كما حدث أخيرا، قد يكون بالنسبة لبعوي حسب المصادر ذاتها “جرعة أكسجين”، للتعبير للفئة الواسعة من المتابعين بأنه لازال يحافظ على حضوره كما كان في السابق، خاصة في ظل صعوبة تمييز فئات عريضة بين الحضور هنا والغيابات الواضحة هنا وهناك، و بالتالي فهذا الحضور قد يضفي انطباعا بأن كل ما يروج حول الرجل مجرد “إشاعات”. غير أن المعطيات المتوفرة والتي لا تسمح القيود المفروضة بقوة القانون الخوض فيها، تشير إلى أن التحقيقات مستمرة على قدم وساق و تتشعب بشكل مستمر، ما يؤشر على “تفجر” قريب لملفات “ضخمة” تعيد للأذهان مجريات ملفات مشابهة في تسعينيات القرن الماضي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)