بعيوي يغيب حزبيا مرة أخرى و البام بالشرق مهدد بالتشرذم

محطة أخرى من المحطات التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة غاب عنها القيادي في الحزب، عبد النبي بعوي، إذ بعد غيابه عن الاجتماع الأخير للمكتب السياسي الذي هو عضو فيه، غاب بعوي الذي يشغل أيضا مهمة منسق الحزب بالشرق، ورئيس مجلس الجهة للولاية الثانية، عن اللقاء الأخير الذي عقدته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس، أول أمس الأربعاء، والمخصص لتقديم اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية.

وأعاد العديد من الأعضاء بالحزب المنتمين للمنطقة الشرقية، طرح نفس الأسئلة التي رافقت الغيابات السابقة، من قبيل لماذا غاب بعوي عن هذه المحطة التنظيمية الهامة؟ وهو الحريص على الظهور خاصة في الفترة الأخيرة لدحض “الكثير مما يروج بين الرأي العام”.

الواقع أن مصدر من الحزب قال للموقع أن السبب الذي دفع بعيوي للغياب عن اجتماع المكتب السياسي، هو نفسه الذي أبعده عن هذه المحطة التنظيمية، و المرتبط بالتحقيقات الجارية معه في الملف المعروف بـ”البارون المالي”.

وسبق لبارون مالي يقبع حاليا بسجن الجديدة، على خلفية تهريب كمية كبيرة من المخدرات، أن تقدم من سجنه بشكايات ضد بعيوي يتهمه فيها بعدة تهم، قبل أن تعهد النيابة العامة المختصة إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إجراء التحقيقات والأبحاث اللازمة، وهي التحقيقات الجارية حتى اليوم.

وأضاف مصدر الموقع، أن الحزب لم يشأ الوقوع في المزيد من الحرج أمام الرأي العام، خاصة بعدما راج إسم بعيوي مقرونا بالملف بقوة وسط الرأي العام، وهو ما اهتدى معه في النهاية إلى ابعاده وابعاد القيادي في نفس الحزب سعيد الناصري الذي يجري التحقيق معه أيضا في نفس الملف، عن المشهد الحزبي.

ولم يصدر الحزب أي قرار رسمي بشأن ما يجري، وهو الوضع الذي كان يفترض حسب المصدر ذاته، الإعلان  عن موقف واضح لا يخرج عن نطاق تجميد عضوية المعنيان حتى تنتهي التحقيقات، و من ثمة اتخاذ القرار التنظيمي المناسب.

وفي الوقت الذي حدد الاجتماع الأخير، للجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس، تاريخ المؤتمر في 9 و 10 و11 فبراير 2024، ببوزنيقة، يعيش أعضاء الحزب في جهة الشرق حالة من الفراغ و الانتظارية، بسبب غياب أي مظاهر توحي إلى أن الحزب يحضر مؤتمره الجهوي قبل محطة المؤتمر الوطني.

فبعد “الحركية التنظيمية” التي عرفها الحزب على المستوى الإقليمي، توقفت الآلة التنظيمية للحزب عن الدوران في الجهة مع تفجر ملف “البارون المالي”، وهو ما يؤشر على أن الحزب سيدخل حسب بعض أعضائه في دوامة من الفراغ، بل والتشرذم.

والواقع أن “الملف الأخير”، أضعف بشكل واضح نفوذ بعيوي الحزبي، وهو ما تجلى بشكل واضح في عدم قدرته على ضبط جميع أعضاء الفريق بمجلس وجدة، حيث خرج العديد من الأعضاء “عن طوعه”، وساروا ضد رغبته في الدورة الأخيرة التي عقدها مجلس المدينة.

ولعل أكثر ما يخيف “الباميين” في الجهة، هو أن يتعمق الفراغ و التشرذم، بما يشتت الأعضاء على باقي الأحزاب وبالتالي تحول البام من القوة الأولى في الجهة إلى رقم كباقي الأرقام، وهو سيناريو ليس ببعيد بسبب أن السنوات الماضية شهدت “مركزة” للقرار الحزبي على المستوى الجهوي في يد بعيوي وحده.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)