سكوت.. هوار يأمركم بعدم انتقاد أخنوش

 

 

من عجائب الزمن السياسي المغربي، أن برلمانيا في رصيد نشاطه البرلماني، سؤالين كتابيين يتيمين، منذ بداية الولاية التشريعية الحالية، يرفض “الانتقادات” الموجهة إلى رئيسه في الحزب، عزيز أخنوش.

 

الواقع أن البرلماني المعني بهذا الكلام ليس إلا محمد هوار، الذي كلف أيضا بمهمة منسق حزب الحمامة في عمالة وجدة أنجاد.

 

هوار ظهر قبل يومين يتحدث إلى بعض أعضاء الحزب، مقدما ما يشبه “ملخصا” لاجتماع “كبار الأحرار” في الشرق بحضور المنسق أوجار و الوزير محمد الصديقي الذي لم تعد خافية على أحد جولاته المكوكية إلى الشرق وبالخصوص دائرته الانتخابية بركان، في الوقت الذي كان يفترض أن لا تسمح أجندته الحكومية ومسؤوليته كوزير للفلاحة بأي هامش لأنشطة حزبية في ظل أزمة أسعار المواد الفلاحية التي أخرجت أول أمس السبت فقط الآلاف من المغاربة في أكثر من ستين مدينة للاحتجاج.

 

وبالعودة إلى “الرفض” الذي عبر عنه هوار للانتقادات الموجهة لرئيسه في الحزب أخنوش، لابد من تذكير البرلماني المحترم، أن الدائرة التي يمثلها في مجلس النواب، تعيش منذ سنوات تحت وقع أزمة اقتصادية واجتماعية، خانقة نتيجة إغلاق الحدود في وجه التهريب المعيشي، وتسجل أعلى نسب البطالة على المستوى الوطني، زادها تأزما ما بلغته أسعار المواد الاستهلاكية وعلى رأسها المواد الفلاحية التي كان يفترض بفضل المخطط الأخضر أن يقتنيها المواطن المغربي بأرخص الأثمان بسبب “إمتياز الإنتاج”!

 

عوض أن يحمل البرلماني هموم ساكنة دائرته ويترافع عليها في قبلة البرلمان، ويدفع في اتجاه مبادرات تشريعية تتوخى رفع “الضرر الجماعي” عن هذه المدينة، يروج بين أعضائه لفكرة “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”.

 

لكن ليس مستغربا أن يصدر خطاب من هذا النوع من هذا البرلماني، فالرجل وإن كان غنيا من الناحية المادية، يبقى من الناحية السياسية “أفقر البرلمانيين على الإطلاق”، وهذا واضح جدا من خلال قدرته على إنتاج الخطاب والفعل التواصلي الفعال، بل وحتى في كلمته المقتضبة التي كشف فيها عن “رفضه وباقي الأعضاء لانتقاد أخنوش”، كان بحاجة لمن “يلقمه” بعض العبارات.

 

كنت أتمنى أن يمتلك هوار ما يكفي من الجرأة السياسية وينزل إلى دائرته الانتخابية ويشرح للناس الأسباب التي أدت إلى كل هذه الأزمة، كنت أتمنى أن ينزل إلى الشارع ويتحسس ردود أفعال المواطنين من الأزمة الحالية ومن رئيسه في الحزب، وحتى وهو يعجز على فعل ذلك، وكيف يفعل ذلك وهو الذي طرح سؤالين كتابيين بعد انقضاء حوالي نصف الولاية التشريعية، فبكل تأكيد سمع هنا وهناك عن حناجر المئات من سكان دائرته أول أمس وهي تصدح بشعار “أخنوش إرحل..الصديقي إرحل”.

 

كان هذا خير رد على هوار، حتى يعرف أن “الحرية” التي تمكّن المغربي اليوم من التعبير عن رأيه في أخنوش وغير أخنوش، رغم كل ما يمكن ابدائه من ملاحظات حول التراجعات التي وقعت، هو مكسب قدم الشعب المغربي تضحيات جسام لتحقيقه.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)