سخرية واسعة تطال الإعلام الفرنسي بسبب “استهداف المغرب”.. ونشطاء:” العمل الاستخباراتي المغربي استفادت منه فرنسا”

موجة سخرية عارمة، تلك التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ يوم الأمس بسبب الطريقة التي اختارت بها بعض الصحف والقنوات الفرنسية مهاجمة المغرب، فيما يتعلق بالاتهمات غير المؤكدة بخصوص استعمال المغرب لبرنامج “بيغاسوس” للتجسس على الصحفيين وبعض الشخصيات البارزة، والتي وصلت إلى حد اتهام المغرب بمراقبة هاتف الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”.

 

وفي هذا السياق، استضافت قناة فرانس24 الأستاذ الجامعي والخبير الاستراتيجي والعسكري، عبد الرحمن مكاوي، في مقابلة عنونتها بـ”ما أدلة المغرب على عدم استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” الإسرائيلي؟”، وهو العنوان الذي رأى فيه العديد من رواد الشبكات الاجتماعية بالمغرب، عنوانا مستفزا ولايحترم الأخلاقيات، خاصة وأن الأدلة من المفترض أن تقدمها الجهة التي اتهمت المغرب بالتجسس وليس العكس، فالمغرب نفى بشكل رسمي هذه الاتهامات وتحدى الجهات التي تقف وراءها بتقديم دليل واحد، وهو ما لم يتحقق إلى حد الآن، باعتبار أن هذه الاتهامات، هي اتهامات باطلة وإدعاء ات زائفة بحسب ما أكدته الحكومة المغربية.

 

وكتب أحد النشطاء المغاربة ساخرا، في تعليق على الحلقة بالقول :”ما أدلة المغرب على عدم إغتياله لولي عهد النمسا ؟، وما أدلة المغرب على عدم اسقاطه لقنبلة نووية على هيروشيما ؟”، قبل أن يجيبه أحد المعلقين بالقول :”‏اتهموا ‎المغرب بالتجسس على صحافة العالم، و على رؤساء العالم، و على وزراء العالم، بواسطة نظام تنصت ‎اسرائيلي، و لما عجزوا عن إثبات التهمة، طلبوا منه أن يثبت برائته، أغبياء، صنعوا لنا مجدا أكيد نستحقه، لكن لم نكن نتوقعه”.

ونفى مسؤول كبير في شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية المصنعة لبرنامج “بيغاسوس” للتجسس، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يُستهدف بالبرنامج.

 

وقال حائيم غيلفاند لقناة إ24: “يمكنني التأكيد لكم على وجه اليقين أن الرئيس ماكرون لم يكن هدفا.. هناك بعض الحالات تم كشفها وهي تزعجنا”، مضيفا: “نواصل السعي لتحديد الحقائق (…) لذا يستغرق الأمر وقتا لمراجعة كل شيء.. استهداف صحفي أو ناشط ببرنامج مماثل يعتبر تلقائيا عملية اساءة استعمال”.

وفي نفس السياق يقول الكاتب الصحفي ، مصطفى ابن راضي في تدوينة له :”من غير بيغاسوس كين مئات التقنيات المعروضة للبيع في العالم كله، جزء منها مخصص لعملاء خاصين وجزء للدول، وبعضها رائج في عوالم مظلمة وسوداء لا يعرف أحد قاع نذالتها”.

قبل أن يضيف بالقول :” الدول كلها لها أدوات قد تكون معروفة فقط لفئات محدودة من المسؤولين وتصنف سرية ولا تمنح تصاريح الوصول لبياناتها إلا لقلة من الناس، تشكل علبا سوداء، سوداء فعلا، لأعمال قذرة تعتبر “ضرورية وحيوية” لمصالح الدولة، ولا تعنى بحقوق الانسان أو المبادئ أو حتى القانون”.

 

ولفت بالقول :”المغرب حقق سمعة عالمية فيما خص مكافحة الإهارب، وجزء من نجاحه قطعا مرتبط بعمل استخباراتي متنوع الأدوات، استفادت منه دول كثيرة، على رأسها فرنسا التي اكتشفت خلال هجمات باريس أنها تعيش عمى استخباراتيا في ملاحقة الارهابيين المحتملين على أراضيها عندما أوقف المغرب التعاون الاستخباراتي والقضائي معها في حينه، على خلفية قضية طرق باب بيت السفير لـ”السؤال” عن مدير الاستخبارات المغربية الداخلية الحموشي، فوقعت الكارثة، لتكون لربما أول مكالمة يجريها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وأطولها بعد الاعتداء الإرهابي مع الملك محمد السادس، بعدها استؤنف التعاون وباقي القصة معروفة إلى حين تمكن الأمن الفرنسي من قتل أباعوض الذي اعتبر الرأس المدبر للهجوم بفضل معلومات استخباراتية مغربية موثوقة، وحينها أشرفت على العملية غرفة عمليات ضمت ضباطا مغاربة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)