حدوش..كيف يسعى الرئيس “الزئبقي” للعودة إلى المعترك الانتخابي بوجدة؟

 

 

لخضر حدوش، البرلماني لولايتين، ورئيس مجلس وجدة لولايتين ورئيس المجلس الإقليمي السابق يحاول هذه الأيام ترتيب بعض أوراقه السياسية وإعادة الاتصال والتواصل مع بعض “محترفي” الانتخابات في مدينة وجدة للتحضير للاستحقاقات المقبلة.

 

نعم حدوش الذي طاف على العديد من الأحزاب من اليمين واليسار، طوال مشواره السياسي، يقرر العودة إلى المعترك “الانتخابي”، بعدما اعتقد أصدقائه قبل خصومه، أنه أصبح من الماضي الانتخابي لمدينة الألف سنة!

 

حدوش حتى خلال مهامه الانتدابية سواء في البرلمان الذي قضى فيه ولايتين أو في الجماعة أو حتى في المجلس الإقليمي، كان دائما شخصية “هلامية”، أو دعنا نقول “زئبقية” إن صح التعبير، حتى أنه عرف على الدوام بأنه الشخص الذي يحاول إرضاء الجميع، ولم يكن لسانه يلهج بلفظ لا إلا نادرا!..فكانت وعوده توزع ذات اليمين والشمال ولم يكن يكترث كثيرا للعواقب!

 

بدهائه الانتخابي، يدرك اليوم حدوش بأن العودة للساحة الانتخابية لا يجب أن تكون عبر مكون سياسي معطوب في الساحة، كما حدث في الانتخابات الماضية، التي خاضها باسم الاتحاد الاشتراكي فحصد الهزيمة.

 

هو يحاول اليوم أن يجد له موطئ قدم في حزب الأصالة والمعاصرة الذي يعد من المساهمين في بنائه المحلي، ولكن تقلبات الزمن السياسي والانتخابي مركزت مصير الجرّار في يد رجل وحيد في الجهة هو عبد النبي بعيوي، أو هكذا على الأقل يبدو الوضع لحدوش وأخرون.

 

قبل أن يحاول حدوش إستعادة “ريبرطواره”، القديم في هاتفه والشروع في التواصل مع محترفي الانتخابات، الذين خبر قدراتهم طوال العقود التي قضاها متوددا لسكان الأحياء الهامشية لوجدة، حاول حدوش التودد أكثر إلى “زعيم” الجرار، في أكثر مناسبة!

 

لعل أبرزها أو التي ظهر فيها حدوش مبيضا سيرة وسريرة “الزعيم المنقذ”، هي مواجهة كورونا، فبمناسبة ما أعلن عنه مجلس الشرق من إجراءات لمواجهة أثار الجائحة قبل أشهر، خط حدوش كلمات كلها مديح لبعيوي حتى قال في نهايتها شيئا فريدا:

 

“لقد أنقذنا السيد عبد النبي بعيوي ومعه مجلس جهة الشرق من متاعب كانت ستكلفنا كثيرا ماديا ولوجيستيكيا واستنزاف طاقات ووقت ثمين ترهقنا في التصدي لانتشار الوباء بجهة الشرق، وبرهن عن بعد نظر ثاقب في الاستعداد الاستباقي للمخاطر والكوارث الطبيعية التي لانخطط لها مسبقا حيث يرتكز تفكيرنا فقط على ماهو ملموس ومحسوس”.

 

هكذا يدرك اليوم حدوش أن عودته للبام والترشح باسمه رهين بالرضى التام من الزعيم، ولكن هل نية حدوش اليوم هي إيجاد مكان بين أسماء حزب البام التي ستؤثث لائحة الجماعة؟

 

الذي يعرف حدوش يدرك أن طموحه لا يتوقف عند اكتساب العضوية في المجلس وفقط وإنما حيازة منصب الرئيس، والتجارب تؤكد بأن حدوش لا يتنازل بسهولة على منصب الرئيس، ولعل واقعة 2009 خير دليل على ذلك، فهو لم يقبل بحجيرة رئيسا إلا بعدما استل إلياس العماري الامين العام السابق لحزب البام الذي خاص حدوش حينها الانتخابات باسمه العصى الغليظة!

 

هناك سبب آخر، دفع بحدوش إلى عرض خدماته على زعيم البام، وهو الصراع الذي تعيش على وقعه مجموعة المنتخبين المحسوبين على بعيوي في مجلس جهة الشرق، وهي المجموعة التي يفترض أن تفرز العمود الفقري للائحة المقبلة للانتخابات الجماعية، إذ يسعى لاستغلال هذا الصراع لتقديم نفسه كاسم يجر ورائه تجربة كبيرة يمكن أن يصنع التوافق بين الطرفين.

 

لكن حدوش بالنظر لشخصيته، لا يمكن تصور أن العودة الى البام وقيادة لائحته على مستوى الجماعة، هو خياره الوحيد، فهو بكل تأكيد يضع أكثر من خيار، ولعل ثاني خيار يمكن أن يخوضه حدوش في حالة فشل مساعي تزعم لائحة البام بالجماعة، هو عدم تكرار تجربة الاتحاد والترشح باسم حزب “معطوب”، وإنما محاولة إحياء الأمجاد باللجوء الى الحركة الشعبية وقيادة لائحته، بمساهمة بعض زملائه السابقين في هذا الحزب وفي الجماعة.

 

هذا طبعا إن مضت الأمور في المرحلة المقبلة بشكل عاد دون تقلبات يمكن أن تعصف بجميع التوقعات، وبالخصوص ما يرتبط بالمسار القضائي المفتوح، والمرتبط بما يعرف بملف جرائم الأموال في فاس، والذي أدين فيه حدوش إلى جانب بعيوي وحجيرة، بأحكام سالبة للحرية تراوحت بين سنة وسنتين.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)