تحفيز للمغاربة ..يوسف العزوزي الفائز بجائزة نجوم العلوم: هذه قصتي مع اختراع القلب (فيديو)

 

في أول خروج إعلامي له بعد عودته من العاصمة القطرية الدوحة، بعد تتويجه بجائزة نجموم العلوم، عن اختراعه لدعامة تنظيم توزيع الدم من القلب للمرضى الذين يعانون فشلا وقصورا في القلب، الطبيب المغربي الشاب يوسف العزوزي عن رحلة انجازه الطبي الكبير الذي أثار اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية.

 

يوسف العزوزي الذي ينحدر من عائلة مولعة بالعلوم والطب، فوالده برفيسور معروف في جراحة الدماغ، لكن رغم ذلك لم يعتمد هذا الشاب على إمكانيات عائلته المادية في انجاز هذا الاختراع وشق طريقه بعصامية واضحة.

التخرج من اسطنبول

 

خلال استضافته من قبل نادي مهندسي الغد الذي ينشط فيه طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية، خلال النسخة الثانية للتظاهرة السنوية مرحبا بالامتحانات التي افتتحها النادي أول أمس بمركز الدراسات والبحوث في العلوم الانسانية والاجتماعية بوجدة، كشف العزوزي انه انه خريج جامعة في الطب من مدينة اسطنبول بتركيا.

 

بادر العزوزي مع الطلبة الحاضرين بكثافة بسرد قصته بالتذكير بالآية الكريمة “وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ“، ليؤكد بأن الحديد هي مادة ضرورية ومهمة في حياة الانسان اذ بدون الحديد لا نستطيع الحصول على الاكسجين الذي نحتاجه، وتوزيعه في الجسم، على اعتبار ان الكريات الحمراء ترتبط بالحديد لتضمن الحياة المطلوبة.

 

وبناء على هذا المنطق الحياتي، خلص العزوزي الى أن عالم الابتكار ايضا لا يمكن أن ينتعش دون الخوض في المغامرة والسؤال، كالطفل الصغير الذي يطرح الأسئلة باستمرار وهي اسئلة غالبا ما تبدأ بكيف، وهي الاسئلة المفضية دائما الى الاكتشاف، ولا يمكن خوض عالم الابتكار من خلال انتظار نزول الأفكار على المخترع.

 

وأبرز أنه لا عيب في طرح الاسئلة مهما بدت بسيطة ومهما أثارت الأسئلة المطروحة من سخرية الأخيرين “شخصيا تعرض لمواقف ساخرة مرارا” يقول يوسف لتحفيز الطلبة المهندسين على السؤال والبحث والابتكار.

 

البداية

بداية يوسف، بعد التخرج كانت من خلال التعرف على مهندس سوري، اتخذه صديقا في اسطنبول، هذا المهندس وللظروف التي يعيشها السوريون بعد الحرب التي تعرفها بلادهم لم يجد عملا يناسب تخصصه ففتح دكانا في اسطنبول التي يقطنها 16 مليون انسان.

 

هذا السوري وفق العزوزي، منح له حيزا في دكانه “مكان الشبس”، بعدما استقر على فكرة الاختراع، حيث شرع في هذا الحيز في توضيب الانابيب التي كان يقتنيها بما كان يحوزه من مال.

 

ولان الاختراع كان يحتاج الى تطوير مستمر، كان ايضا بحاجة الى المال، في هذه الفنرة التقى بمواطن مصري يقول يوسف بأنه يعتبره كأخيه، هذا المصري حكى ليوسف عن أحلامه وحكى له أيضا عن حلمه واختراعه، وخلال طريق العودة الى منزليهما اللذان كانا قريبان من بعضهما البعض اقترح المواطن المصري على يوسف مساعدته.

 

لعلمه بوضعه الاجتماعي، كشف يوسف انه بعدما اقترح عليه المواطن المصري مساعدته قال مع نفسه كيف يمكنه ذلك وهو يعيش هذا الوضع، ورغم ذلك وافق على مساعدته، فأقرضه المال للاستمرار في مشروعه، بل ومول له رحلة الى كاليفورنيا من أجل البحث عن مستثمر في المجال.

 

وصل يوسف الى كاليفورنيا بعد رحلة استغرقت يوم كامل من الطيران، فاصطدم بواقع أخر، واقع محكوم بالحرب الاقتصادية بين امريكا والصين وتخوف المستثمرين الامريكان بخوض تجربة استثمار في ظل هذا الوضع.

 

مرة أخرى وفي خضم البحث عن مستثمر لمشروعه التقى مواطنا تركيا من نفس المنطقة التي كان يقطن فيها باسطنبول، فتجاذبا أطراف الحديث قبل ان ينتبه الى حديثهما مواطن اردني الذي أعجب به كمواطن مغربي ويتقن اللغة التركية.

 

شاركه ايضا اطراف الحديث، وحينها وبعد علم المواطن الأردني بهدف يوسف، اقترح عليه أن يشارك في مسابقة نجوم العلوم “لم اكن اعرف مسابقة بهذا الاسم كنت  اعرف نجوم آخرين لا علاقة لهم بالعلم” يضيف يوسف أمام الطلبة وهو يضحك في اشارة الى برامج المسابقات الغنائية.

 

نصحية من 5 دقائق من المواطن الأردني كانت كافية لتغير مسار حياة واختراع يوسف، حيث عاد وتقدم على المسابقة التي فاز بها، ومن صدف القدر ايضا ان اقرب منافسيه في المسابقة كانت مخترعة اردنية ايضا.

 

نصيحة

 

أهم نصيحة قدمها يوسف لعموم الطلبة الحاضرين في اللقاء، هي عدم اليأس والبحث عن اختراعات يكون المجتمع بحاجة إليها، والأهم البحث في البداية عن اختراعات لم تسجل فيها براءة الاختراع.

 

وأبرز أنه في خضم هذه العملية، عندما يتم اكتشاف أن الاختراع الذي ينوي اي مخترع الاقدام عليه قد يصل الى الطريق المسدود او الفشل يجب تغييره وهذا ليس عيبا، ضاربا المثل باختراعه الذي كان في البداية بشكل مختلف على الشكل الذي هو عليه اليوم.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)