منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الجمعة، تحركت الأجهزة الأمنية المصرية، ومخابرات الجيش، إلى مختلف الشوارع الرئيسية، وبالخصوص الميادين التي شهدت شرارة الثورة سنة 2011، كميدان التحرير.
وتناقل نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، العديد من الصور والفيديوهات لعربات ومدرعات الجيش التي يقول من نشرها بأنها استبقت نزول المصريين للاحتجاج على الرئيس عبد الفتاح السيسي والمطالبة برحيله، استجابة لنداء الممثل والمقاول محمد علي الذي يقيم في اسبانيا، غير أن فيديوهات أخرى نشرها مؤيدون للسيسي، تبرز خلو الميدان من أية مدرعات، مع الإشارة إلى أن ما تم الترويج له صور قديمة.
قبل قليل .. مقطع فيديو يظهر خلو ميدان التحرير وسط القاهرة من أي قوات أمن أو جيش pic.twitter.com/kp8DSNjZU2
— Amr Elqazaz (@amrsalama) September 20, 2019
ورغم أن دعوات محمد علي، المعروف لدى المصريين “بمقاول الجيش”، لم تترجم إلى استجابة حقيقية على الأرض، إلا أن النظام المصري، أخذ تلك الدعوات على محمل الجد، واستعد حسب العديد من التقارير الاعلامية لنزول المصريين إلى الشارع.
قصة مقاول الجيش، بدأت بعد تمكنه من فراره هو وعائلته إلى اسبانيا، حيث بدأ من هناك نشر سلسلة من الفيديوهات التي تتهم السيسي وقادة الجيش المصري بتبديد أموال الدولة في مشاريع دون جدوى، من ضمنها مشاريع إقامات وقصور مخصصة للسيسي نفسه.
واعترف السيسي في مؤتمر خاص بالشباب نظم أخيرا في القاهرة، بتشييده لقصور جديدة، بل أكد في أول رد على فيديوهات علي، بأنه سيبني قصورا أخرى، لأنه يبني دولة جديدة، وأن هذه القصور على حد تعبيره، لا يشيدها لنفسه وإنما للمصريين.
#السيسي يرد علي #محمد_علي مجددا أنت بتهز الثقة في القائد الأعلي في وسط الجيش اه أنا عملت قصور رئاسية وهعمل ….!!#رد_على_محمد_علي_ياسيسي pic.twitter.com/E0bQY6H1th
— محمد جمال هلال (@gamal_helal) September 14, 2019
اعترافات السيسي التي جاءت بعدما انتشرت فيديوهات علي بشكل كبير بين المصريين، لقيت رفضا كبيرا من المصريين مجددا، وتفاعل معها عدد منهم، بشكل مستنكر لتوجه النظام المصري الذي ينصرف عن هموم الشعب الحقيقية، إلى تشييد القصور والمشاريع التي لا تعود بالنفس على المواطنين، بل كانت سببا في إحياء أمال الثورة في نفوس العديد منهم.
وكان رد علي على اعترافات السيسي ودفاعه المستميت على الجيش المصري، سريعا، حيث أطلق دعوة للمصريين، لتنفيذ إجراء عملي على الأرض بالخروج اليوم إلى الشارع والوقوف ساعة من الزمن في وجه النظام، ولدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للتنحي عن مقاليد الحكم.
وأطلق علي لهذه الغاية وسم (هاشتاغ)، كفاية بقى يا سيسي، الذي تصدر في الساعات الأولى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بأزيد من مليون و 700 تفاعل، قبل أن يتفاجأ المصريون بحذفه لتتوالى الهاشتاغات المطالبة برحيل السيسي من ضمنها هاشتاق ارحل، وهاشتاغ جمعة الغضب.
خلاص كفايه لحد كدا و خلي عندك دم و #ارحل بقا 🤚 pic.twitter.com/uVVNBiVx1o
— Amiro (@Amiro49763952) September 20, 2019
وعزا العديد من المراقبين، عدم قدرة المصريين النزول إلى الشارع في الوقت الراهن، إلى تحرك الألة الأمنية المصرية بشكل مكثف طوال الفترة الماضية، لرصد جميع التحركات، وتنفيذ الاعتقالات في أي مواطن يشتبه فيه الاستجابة لدعوة علي.
وإذا كانت دعوات علي فشلت في حشد الدعم لها على أرض الواقع، فإن العديد من المراقبين يؤكدون بأنها بدأت تكسر حاجز الخوف الذي شيده النظام الحالي منذ سيطرته على الحكم، بالنظر إلى حجم التفاعل الواسع مع دعوات علي نفسه، وأيضا بالنظر إلى انضمام عدد من الشخصيات المعروفة لدعوات رحيل السيسي.
وفاة بنعلي تونس الذي انطلقت معه شرارة الانتفضات التي أوصلته حدّ الهروب ، تتزامن مع هذه الحجرة التي تقُض أرجل السيسي في حذائه قد تصل به حدّ إسقاطه !