شخصيات بارزة تودع الوزير الوفا بالألم والحزن ..كان وزيرا صادقا ووفيا

متأثر باصابته بفيروس كورونا، غادر إلى دار البقاء صباح اليوم الأحد، الوزير والسفير المغربي السابق، الاستقلالي محمد الوفا، عن سن ناهز 72 سنة.

 

وفاة الوزير الوفا، الذي سبق له وشغل حقيبتي التعليم والحكامة، خلف أثرا بالغا في صفوف معارفه، من مختلف المشارب والاتجاهات، حيث أشادت شخصيات مغربية عديدة بخصال الرجل، وشجاعته في إبداء مواقفه خلال توليه لمهامه الرسمية.

بن كيران: الوافا كان كيجي عندي كل أسبوع وسأحضر جنازته

توجّه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، بكلمة الى متابعيه عبر صفحته على موقع “فايسبوك” نعى فيها وزير التعليم في حكومته، محمد الوافا الذي وافته المنية، اليوم الأحد 27 دجنبر الجاري، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.

وقال بنكيران، وهو يغالب دموعه، “إن الحزن الذي خالطني هذا اليوم لم اكن اتوقعه، هذا الرجل ماعمرني شفت شي شخص الاسم ديالو كيتطابق مع الحقيقة ديالو وهي أن الوفا كان رجلا وفياً”.

وكشف بنكيران في كلمته، أن الراحل كان يتردّد على بيته بشكل أسبوعي، إذ كان يزوره في بيته كل يوم ثلاثاء، قبل أن يتحول موعد اللقاء الى الأربعاء ليُسمح لنبيل بنعبد الله أمين عام حزب الكتاب بالحضور رفقتهم، ولا يغادر منزل بنكيران إلا بعد صلاة العشاء”، مشيرا الى أن وفاته أحزنت جميع أفراد أسرته والعاملين بإقامته.

وتحسّر بنكيران عن وفاة الوافا بسبب فيروس كورونا، قائلا أنه آخذه على تأخره في الإقدام على تشخيص إصابته به.

وعدّد رئيس الحكومة السابق، محاسن الوزير السابق، إذ قال عنه أنه كان شجاعاً ومحترماً ومواطنا مخلصاً لوطنه ودينه وملكه ويتميّز بالفهم السريع، مستحضرا رفضه مغادرة الحكومة بعد قرار حزب الإستقلال الخروج منها، قبل أن يستطرد: ” الوافا مرح ومراكشي فايق، كيفهم اش كنقول.. كان حاضي معايا رحمه الله وكيناصر رئيس الحكومة بدون تحفظ وكايعرف لشي وحدين مزيان”.

وختم بنكيران كلمته بتعزية زوجة الرّاحل عفاف الفاسي، قائلا إنه سيحضر جنازته رغم عدم تمكنه من حضور جنازة الكثيرين من ضحايا فيروس كورونا منهم أفراد أسرته.

 

بركة: الوفا عرف بوطنيته الصادقة

 

نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال نعى المناضل الاستقلالي الوفا، العضو السابق في اللجنة التنفيذية للحزب.

 

وقال بركة حسب ما نقله الموقع الرسمي للحزب أنه الوفا “عرف ، قيد حياته، بوطنيته الصادقة ووفائه وإخلاصه لثوابت الأمة ومقدساتها ونضاله المستميت عن مبادئ وقيم الحزب، حيث كرس حياته لخدمة الوطن والحزب بكل صدق وتفان ونكران ذات”. 

 

وأضاف “تدرج الفقيد في مختلف تنظيمات الحزب، حيث كان رحمه الله كاتبا عاما لمنظمة الشبيبة الاستقلالية ورئيسا للاتحاد العام لطلبة المغرب، كما تقلد عددا من المسؤوليات الحزبية والترابية من بينها انتخابه عضوا بالمجلس الوطني للحزب ولجنتيه المركزية والتنفيذية لعدة ولايات، إلى جانب انتخابه نائبا برلمانيا، وتقلده لرئاسة المجلس البلدي لمراكش، إضافة إلى تمثيله للحزب في عدة منتديات ومحافل إقليمية ودولية”. 

 

كما تحمل الفقيد حسب بركة “عددا من المسؤوليات الديبلوماسية والحكومية الهامة والتي مارسها بكل كفاءة وإقتدار، من بينها تعيينه سفيرا للمملكة المغربية بكل من جمهورية الهند، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجمهورية البرازيل الاتحادية، إضافة إلى تقلده لمنصب وزير التربية الوطنية، و وزير منتدب مكلف بالشؤون العامة والحكامة”.

 

بنعبد الله: أشعر بحزن عميق

 

من جانبه، وصف محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الوفا بـ”صديقي العزيز وأخي الكبير  سي محمد الوفا، رحمة الله عليه”.

 

وأضاف بنعبد الله في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك: “أشعر في هذه اللحظات بحزن عميق وبألم كبير. فقد كانت تربطني بهذا المناضل الصلب والوطني الغيور والمسؤول الخدوم ذي المسار الرسمي والنضالي الحافل، علاقة متميزة ملؤها التقدير المتبادل والاحترام الكبير، المبني على اللحظات النضالية الكثيرة والمتعددة التي عشناها سويا منذ عقود من الزمان وعلى القناعات والمبادئ المشتركة التي حملناها معا ودافعنا عنها باستماتة و ثبات”.

 

وأضاف زعيم حزب الكتاب “وتعززت هذه العلاقة القوية بصداقة كبيرة خلال السنوات الأخيرة من خلال مسار مشترك غني ومعقد في تحمل مسؤوليات حكومية ومن خلال أيضا جلسات النقاش الودية التي كانت تجمعنا بشكل دوري بعدد من الأصدقاء إلى أن غادرنا اليوم إلى دار البقاء”.

حامي الدين: فقدان الوفا خلف ألما عميقا

 

عبد العالي حامي الدين، المستشار البرلماني باسم العدالة والتنمية، قدم هو الأخر شهادته في حق الرجل، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، وأبرز في البداية أن “الموت حق والرحيل إلى دار البقاء هو مصير الجميع، لكن فقدان شخصية وطنية كبيرة من حجم الأستاذ محمد الوفا يخلف ألما عميقا..”.

 

وإسترسل حامي الدين بالحديث “جمعتنا وإياه جلسات عديدة في منزله أو في منزل بعض الأصدقاء المشتركين، جلسات كان موضوعها الواحد والأوحد هو كيف نساهم في خدمة الوطن وتطويره إلى الأحسن”.

 

وأضاف: “كانت ذاكرته القوية تتدخل في كل لحظة لتذكير الجميع باللحظات الصعبة التي واجهتها الأحزاب الوطنية وهي تناضل من أجل مغرب أفضل، وضرورة الاستفادة من تجاربها وعدم تكرار أخطائها، وطبعا لم تكن تخل هذه اللقاءات من قفشات السي محمد ونكاته المراكشية..”.

 

الخلفي: شخصية سياسية وطنية متميزة

من جانبه وصف الوزير السابق، مصطفى الخلفي، أن الوفا كان “شخصية سياسية وطنية متميزة، وفية وحاملة لهموم الوطن وقضاياه ومنخرطة في مواجهة تحدياته دون كلل أو ملل”.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)