الكلاسيكو ينتهي بالبياض ببرشلونة وينتهي بالسواد في بني درار بعد انتحار طفل بسبب هوسه بالكرة

شكل الكلاسيكو الإسباني بين الغريمين التقليدين نادي برشلونة وريال مدريد، فرصة مواتية لشركات النقل التلفزي والإشهار وشركات الرهان وغيرها من الأطراف الأخرى لجني أرباح مالية باهظة ، بالنظر لما تستقطبه هذه المحطة الرياضية من جماهير كبيرة وفي جميع بقاع العالم.

 

كما شكل الكلاسيكو فرصة أيضا لأصحاب المقاهي والمطاعم ببلادنا للرفع من مدخولهم المادي ، إذ يصعب على المرء إيجاد مكانا شاغرا داخل مقهى لمتابعة الكلاسيكو.

 

لكن علينا أن لا ننسى أيضا ما يتسببه هذا اللقاء الكروي من مآسي وحزن لدى العديد من مناصري الفريقين، فكم من شخص تخاصم وتعارك مع صديق له وأصبح يكن له عداء بسبب الكلاسيكو، وكم من شخص مات بنوبة قلبية بسبب اخفاق فريقه المفضل، وكم من زوج طلق زوجته بسببه أيضا.

 

إذن سيستمر الكلاسيكو الإسباني وتستمر معه فوائد البعض و معاناة البعض الآخر.

 

دعوني هنا أقف عند الحادث المؤلم والمؤسف الذي شهدته بلدية بني ادرار حوالي 20 كيلومتر شمال مدينة وجدة أمس الأربعاء وكان موقع “شمس بوست” السباق لنشر هذا الخبر الحزين، والمتمثل في انتحار طفل شنقا.

 

1. وكل الروايات التي استقاها الموقع من بعض أقارب الضحية تفيد أن الكلاسيكو اللعين كان هو السبب في انتحار “إلياس”
كان الطفل “إلياس” يمني النفس أن يشاهد لاعبه المفضل وهو يداعب الكرة بملعب “الكامبنو” بإحدى مقاهي البلدة رفقة أقرانه ويستمتع بتلك الأجواء الجميلة التي تصاحب الكلاسيكو، كان يمني النفس أن يقتعد كرسيا داخل مقهى البلدة، ويحمل بين يديه مشروبا، وهو يشاهد التلفاز ويتفاعل مع لمسات لاعبي فريقه المفضل.

 

كان “إلياس” يمني النفس يحكي أجواء الكلاسيكو التي عاشها بمقهى البلدة، لزملاءه في الفصل خلال صبيحة اليوم الموالي، إلا أن مشيئة القدر كانت أقوى منه، فاختار “إلياس” الموت بدل أن يحرم من مشاهدة الكلاسيكو بين الغريمين التقليدين البارصا والريال وبقي مكانه شاغرا بالفصل.

 

كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة مساء، حاول “إلياس” إقناع والدته بالذهاب إلى مركز البلدة الذي يبعد بحوالي 6 كيلومترات عن منزل أسرته ، لمشاهدة الكلاسيكو الإسباني بإحدى المقاهي، إلا أن والدته منعته من ذلك خوفا عليه من آفة الطريق وخاصة أن المقابلة ستنتهي في ساعة متأخرة من الليل، قرار لم يتقبله “إلياس” ففضل وضع حد لحياته شنقا داخل حمام الأسرة باستعمال حزام جلدي.

 

إذن انتهى الكلاسيكو بالبياض، وانتهت حياة “إلياس”، لينطلق مسلسل الحزن والأسى لدى أمه وباقي أفراد أسرته.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)