جولة “سحر الشرق” تكتشف قطار الصحراء من وجدة إلى بوعرفة  

 

بعد جولة حاولت أن تكتشف مختلف المواقع السياحية بإقليم بركان، انطلاقا من الوجهة الرئيسية المتمثلة في المحطة السياحية للسعيدية، وانتهاء باكتشاف ما يمكن اعتباره مواقع خلفية للوجهة الرئيسية للاقليم، وهي منطقة تافوغالت وزكزل ومداغ، قادت جولة “سحر الشرق” المشاركين فيها أمس إلى تجربة فريدة من نوعها.

 

المشاركون في الجولة التي ينظمها المجلس الجهوي للسياحة بجهة الشرق، بدعم من المكتب الوطني المغربي للسياحة، وإشراف لوجستيكي وتنظيمي ميداني من شركة الأسفار والسياحة والنقل السياحي “أوماسين”، كانوا أمس على موعد مع تجربة ركوب قطار الصحراء، أو كما يسميه البعض “قطار جيمس بوند”، نسبة لأحد الأفلام التي صورت على متنه لجيمس بوند.

الواقع أن هذا الخط السككي الذي يربط بين  وجدة وبوعرفة على امتداد 270 كلم، شيده الإحتلال الفرنسي في سياق استغلاله للثروات الباطنية التي تتوفر عليها المنطقة وبالخصوص المعادن التي كان يزخر بها إقليم بوعرفة.

 

لم يكن يوما قطارا مخصصا للمسافرين، لكن فاعل من الفاعلين السياحيين السوسريين قبل عقدين من الزمن تقريبا قرر دخول غمار استغلال هذا الخط السككي لتجربة فريدة من نوعها.

منذ ذلك الحين ظل استغلال هذا الخط السككي محتشما، ونادرا ما تقوم وكالة أو شركة من الشركات السياحية بتنظيم رحلات على متن هذا القطار، والواقع أن هناك عوامل متداخلة كثيرة تجعل الإقبال على هذا الخط محدودا نوعا ما، وهناك مساع من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية و مجلس جهة الشرق والمجلس الجهوي للسياحية لإنعاش هذا الخط، وقد تم توقيع اتفاقيات تخص هذا الأمر في وقت سابق.

جولة “سحر الشرق”، والمشاركون فيها من فاعلين ومنعشين سياحيين عازمون على بلورة عرض سياحي يكون فيه هذا القطار منتوج مهم، يضمن تجربة سفر عبر مجال صحراوي من النادر توفر مثلها في مناطق أخرى من العالم.

 

وقد وقف المشاركون بشكل ملموس على فرادة تجربة السفر عبر هذا القطار، سواء من خلال استكشافهم للمحطات الشاهدة على النشاط الذي كان يدب في هذا الخط طوال العقود الغابرة، أو من خلال المجال الصحراوي الرعوي الذي يميز المنطقة.

وفي حقيقة الأمر المنطقة الشرقية، بهذا العرض يمكن أن تضمن تجربة أسبوع سياحي أكثر فرادة وغنا، ذلك أن السائح ومن خلال محاكاة تجربة “سحر الشرق”، يمكن أن يضمن تنوعا فريدا في الوجهات السياحية داخل الجهة، من رمال البحر في الشمال و منتجعاتها الفخمة والضخمة باقليمي الناظور وبركان (السعيدية)، و ما تضمنه من وسائل الترفيه، إلى المجال الصحراوي بإقليم بوعرفة/ فجيج الذي يضمن تجربة عبر القطار تكتشف عبرها عبق الصحراء وحياة البيداء وسكانها من الرحل.

المنعشون والفاعلون السياحيون المشاركون في الجولة بعد قطع المسافة بين وجدة وبوعرفة على مدار حوالي 15 ساعة، كان لهم موعد أخر لاكتشاف واحة فجيج وما يضمنه هذا المجال الواحي الذي يعد من أقدم المجالات الواحية في المغرب، من غنى وتنوع طبيعي متفرد.

 

في هذه الواحة إطلع المشاركون على الميكانيزمات التي تضمن الاستقرار الواحي والتنوع الذي يواجه كل التغيرات والتقلبات بما فيها تقلبات وتغيرات المناخ، ومن ذلك نظام الري الفريد المتفرد الذي يعتمد على الحصص المقاسة بدقة وعدل.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)