أقدم من التاريخ الميلادي.. وعمره 3300 سنة ..لماذا لا تعترف حكومة العثماني بالتقويم الأمازيغي؟

في غمرة إنشغال العالم بإحياء حفلات عيد الميلاد، في مختلف بقاع العالم، احتفالا بقدوم سنة ميلادية جديدة، يختار آخرون وإن بدرجة أقل مما هي الاستعدادات عليها في باقي بقاع العالم لاحياء السنة الأمازيغية أو السنة الفلاحية في العديد من الدول المغاربية.

 

وسنة بعد أخرى تتزايد المطالب الموجهة إلى الحكومة لإعلان 12 يناير الذي يوافق بداية السنة الأمازيغية، يوم عطلة رسمية، لكن الحكومة المغربية إلى حدود الساعة لم تتفاعل مع هذا المطلب بالشكل الذي تتوخاه الجمعيات التي تنشط في مجال الثقافة الأمازيغية.

 

غياب الإعتراف الرسمي بالتقويم الأمازيغي، لم يكن سببا في إحجام الفعاليات الأمازيغية، وحتى المواطنين العاديين من إحياء هذه المناسبة، والإعداد لها بما يليق بها.

 

ومنذ سنتين تقريبا، استفسر عدد من الصحفيين مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق، عن جواب الحكومة عن مطالب الفعاليات الأمازيغية بإقرار رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية، فقال بأن رئيس الحكومة يدرس ذلك “وفي حالة تبلور جواب فإنه سيعلنه”.

 

سنتين كاملتين مرتا عن هذا الرد، ولم يتبلور بعد لدى رئيس الحكومة الجواب حول مطلب إقرار عطلة السنة الأمازيغية، وهذا ربما ما دفع السنة الماضية 130 برلمانيا إلى توجيه رسالة تطالب رئيس الحكومة بإقرار ذلك.

وتجددت هذه السنة أيضا، الدعوات للحكومة المغربية من أجل ترسيم التقويم الأمازيغي وجعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا.

 

وفي هذا السياق، طالب التجمع العالمي الأمازيغي، من حكومة العثماني بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا لسنة 2970، بعد اعتراف الدستور المغربي بالهوية الأمازيغية وإقراره برسمية اللغة الأمازيغية سنة 2011 و دخول القانون التنظيمي رقم 26.16، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، رسميا حيز التنفيذ بعد أن صدر بالجريدة الرسمية العدد 6816 بتاريخ 26 سبتمبر 2019. 

 

ودعا التجمع “كل المواطنات والمواطنين والأحزاب والجمعيات والمنظمات والقبائل المغربية إلى مقاطعة العمل والدراسة، يوم 13 يناير 2970، عملا بمبدأ الترسيم الشعبي ومن أجل انتزاع الترسيم الرسمي لرأس السنة الأمازيغية عيدا بعطلة”. 

 

وطالب التجمع كل المواطنين والمواطنات إلى المبادرة بمراسلة المؤسسة الملكية، و رئاسة الحكومة و نواب الأمة بالغرفتين، عبر رسائل، برقيات و بطاقات بريدية، “يكون مضمونها التأكيد على وجوب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا رسميا وطنيا بعطلة”.

 

احتفالات بنصر

 

تشير أغلب الكتابات التاريخية إلى أن التقويم الأمازيغي، بدأ العمل به بعد انتصار الملك الأمازيغي شيشون، على رمسيس الثالث فرعون مصر، سنة 950 قبل الميلاد، ويؤكد الباحثون بأن هناك العديد من المؤشرات والكتابات في معبد الكرنك التي تؤرخ لهذا الإنتصار الذي حققه الأمازيغ على الفراعنة.

 

وبفعل الطابع التضامني للأمازيغ فيما بينهم، وإضفاء الطابع الروحي على المناسبة كانوا يعمدون الى جعل هذه المناسبة مناسبة للتضامن فيما بينهم، ولم تكن هناك من وسيلة لتجسيد ذلك غير توزيع الأطعمة بشكل متضامن فيما بينهم، حتى غدت السنة نفسها أيضا مقترنة بالموسم الفلاحي فسميت أيضا بالسنة الفلاحية.

 

توارث الأبناء التقاليد الأمازيغية عن الأباء، حتى غدت في شكلها الحالي التي توصف في المجتمع المغربي بالناير، ومن تمظهرات ذلك إقدام الأسر المغربية على اقتناء الفواكه الجافة في هذه الفترة تعبيرا عن الاحتفال بالناير، على الرغم من أن العديد منهم لا يدركون بأن طبيعة هذا الاحتفال (الناير) مرتبطة في الأساس بالانتصار الأمازيغي على الفراعنة ودخول التقويم الأمازيغي حيز الوجود.

 

التعبيرات الفنية

 

إختارت العديد من الغعاليات الأمازيغية، للاحتفال بالسنة الأمازيغية، الانخراط في مجموعة من التعبيرات الفنية، التي تمتح من الهوية الأمازيغية، ففي سوس في الجنوب دأبت العديد من الفعاليات على تنظيم كرنفال بويلماون أو بوجلود، في والشمال إختارت جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، تنظيم نسخة مشابهة لبوجلود، أطلقوا عليه مهرجان باشيخ وتستعد الجمعية المعنية إلى تنظيم نسخته الثامنة ما بين 10 و 11 و 12 يناير المقبل.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)