في جولة ليلية مع شباب شتاء دافئ بتاوريرت..مشردون يصرخ: “ثلاثة أيام ما كليت ومانعست بغيت نرجع كيف كنت ” (فيديو)

 

لم تكن ليلة عادية بالنسبة لـ “نور الدين ” (الذي يقول أنه جاء من خريبكة)، وعدد من رفاقه المتشردين الذين يعانون من إضطرابات نفسية وهم يحسون بأياد دافئة تحتضنهم لتخفف عنهم ولو قليل من المعاناة الكبيرة التي يواجهونها في فصل الشتاء البارد.

 

ابتسامات عريضة رسمت على محياهم، وأحاديث ودودة وعفوية تدور بينهم، عن أحداثهم اليومية متناسين ولو للحظة همومهم الجسيمة وهم يتناوبون سيجارة كدليل عن إحساسهم بأدميتهم بين بعضهم، بعد أن وجدوا ثلة من شباب “جمعية كلنا للخير “، بتاوريرت الذين نظموا مبادرة إنسانية لاحتضانهم بعض الوقت بمقر الجمعية تحت شعار “جميعا من أجل شتاء دافئ لإنقاذ المشردين”.

وعاينت شمس بوست، خلال جولتها الليلية مع هؤلاء الشباب الوضعية المزرية التي تعانيها فئة المتشردين بسبب المبيت في العراء وتحت درجة حرارة منخفضة بدون أغطية تقيهم قر البرد ولا مأكل يسدون به رمقهم باستثناء ما تجود به عليهم أياد بعض المحسنين بين الفينة والأخرى.

وفي سياق الحديث عن معاناتهم صرح أحد المتشردين لشمس بوست، بصرخة تحمل بين طياتها مأساة حقيقية: “أحيانا قد لا ننام لثلاث ليال متتالية بسبب الجوع والبرد الذي يقض مضجعنا ليلا خاصة في فصل الشتاء”، وتابع وعيونه تضم دمعة القهر والحرمان: “وكنبقا 48 ساعة بالجوع، كون نوريك شكارتي تهرب فيها غي نص خبزة يابسة”.

 

ويأمل متشرد أخر لا يتذكر من هويته سوى إسمه “إبراهيم” الذي جاء إلى تاوريرت قادما من ميضار على حد تعبيره أن أقصى مطلبه هو حصوله على الدواء ليعود إلى طبيعته ويخفف عنه مضاعافات الاضطرابات العقلية ليتذكر أهله”.

من جانب أخر وحول أبعاد هذه المبادرة الانسانية التي إحتضنها مقر جمعية كلنا للخير، بتعاون مع السلطات المحلية، كشفت كريمة غلاوات رئيسة الجمعية للموقع “أنها تأتي إيمانا من شباب كلنا للخير أن أي التفاتة لهذه الفئة الهشة ومهما كانت صغيرة فهي ستبقا في عيونهم كبيرة”.

 

وأضافت الفاعلة الجمعوية “أن البادرة شملت ستة متشردين في مرحلة أولى في انتظار اتمام الباقي، وقد تم نقلهم إلى حمام شعبي قصد التنظيف، وكذا تقديم الأكل والملبس لهم ثم توجيههم بعد ذلك للمبيت في دار الايواء المؤقت بمؤسسة رعاية المسنين”.

 

موجهة في ذات السياق ندائها للجميع قصد تظافر الجهود لتقديم المساعدة لهذه الفئة المحرومة، التي أصبحت جراحها تتعمق خاصة في فصل الشتاء البارد، مشددة على ضرورة توفير الايواء الدائهم لهم وكذا توفير الأدوية للعلاج.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)