شباب “وعي” يبعثون أرسطو وابن رشد ودافينشي في وجدة + فيديو

انطلقت مساء اليوم، الخميس، فعاليات ملتقى التراث العلمي في نسخته الثالثة، بمركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة.

الملتقى الذي تنظمه مؤسسة وعي، عرف مشاركة العديد من الشباب من المنتمين إلى المؤسسة ومن خارجها، من الطلبة والباحثين، الذين يرغبون في إكتشاف تاريخ العلماء في مختلف المجالات والتخصصات، وتاريخ الإكتشافات العلمية وطبيعتها.

وقال حمزة مسعودي، رئيس مؤسسة وعي، أن ملتقى التراث العلمي، بدأ في نسخته الأولى، بدراسة الحضارة الاسلامية في شقها العلمي، ثم في نسخته الثانية، استحضار الحضارة المغاربية في جانبها العلمي، ليقف الملتقى في هذه الدورة، على التاريخ الانساني في العلوم.

وأضاف، في تصريح لـ”شمس بوست”، أن النسحة الثالثة، تتوخى إبراز كيف “أثرت كل الشخصيات من الحضارة الإغريقية، واليونانية إلى عصرنا الحالي، وكيف أصبح العلم في صورته الحالية”.

وأشار إلى أن هذا الملتقى فرصة أيضا، لاستلهام، المستقبل و فهم الماضي بطريقة بطريقة ابداعية وشبابية.


وافتتح الملتقى بندوة، نشطها مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي، وسمير بودينار، مدير مركز الدرسات والبحوث الانسانية والاجتماعية، و مريم فورطاسي أستاذة تاريخ الطب بوجدة.

وأبرز بن حمزة الدور المتميز، لجامع القرويين بفاس، في التاريخ العلمي المغربي، بل أكد بأن لو لا القرويين لكان للمغرب تاريخ أخر، مشيرا في هذا السياق إلى الدور الذي لعبه في نشر الثقافة الدينية الصحيحة، وبالأخص الأمور المرتبطة بالعقيدة وقدرته على إحتواء الاختلافات التي كانت.

وعرج نفس المتحدث على الحدث، عن عدد من الكتب العلمية والعلماء الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخنا، ومن ذلك المختار السوسي بموسوعته المعسول، وكتاب الشفا للقاضي عياض الذي قال بأنه أفضل كتاب ألف في احترام وتقدير الصحابة.

وأشاد نفس المتحدث، بالعمل الذي تقوم به مؤسسة وعي، والشباب المنخرط فيها، على اعتبار أن بناء الانسان من الناحية المعرفية شيء مهم، بدل الاقتصار على البناء الجسدي، وأكد أن التحدي الان أمام المؤسسة، هو أن تنشر الثقافة العلمية في المناطق والأحياء الهامشية، ودعاها في هذا الإطار للتعاون مع المجلس العلمي خلال شهر رمضان.

من جانبه، أكد سمير بودينار أن العلوم احتلت مكانة متميزة في التاريخ الإسلامي، الزاخر بعدد من النماذج التي تبعث على الافتخار.

وأشار في هذا السياق إلى أن في تلك الفترة كانت هناك بنية تحتية علمية، وتشيع على الترجمة والإقبال على العلوم.

وأشار في هذا السياق إلى مدينة قرطبة، زمن التواجد الإسلامي في الأندلس، والتي كانت تحتوي على 600 مسجدا، لكن في نفس الوقت كانت تحتوي على 20 مكتبة عمومية، لا تتوفر في زمننا هذا حتى في بعض عواصم الدول.

كما أن مكتبة الاسكندرية في صيغتها وشكلها القديم، وفق نفس المصدر كانت تحتوي على 13 قاعة للندوات تتسع كلها لحوالي 5000 الاف طالب.

مريم فورطاسي، أستاذة تاريخ الطب بكلية الطب، قالت بأنه رغم التطور الكبير الحاصل في المجال الطبي، بحيث أصبحت هناك علاجات لمختلف الأمراض، إلا أن المفارقة أن المجتمع لازال يفسر سبب الأمراض بما كان يفسر في العصور الوسطى عندما كان يعتبر الناس المرض لغزا.

وأضافت أن الكثيرون يرجعون الأمراض في المجتمع المغربي الى البرد، وهذا راجع وفق نفس المصدر الى النقص في الارتباط بالعلوم، واعتبرت أن الملتقى فرصة لنشر الثقافة العلمية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)