بنحمزة : المحسنون شيدوا مدارس ومكتبات والضحاك خبير كبير

قال مصطفى بن حمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى، أن أعضاء أكاديمية المملكة، أناس قدموا الكثير للمغرب وللمعرفة، ومن حقهم على المغاربة أن يعرفوهم، وهم أحيائهم، ويعرفوا انجازاتهم وأن يبوءوا المكانة التي يستحقونها.

وأضاف، في إفتتاح ندوة نظمتها الأكاديمية، بالتنسيق مع وزارة الثقافة، ومركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية، صباح اليوم بوجدة، في إطار الاحتفاء بوجدة عاصمة للثقافة العربية، حول موضوع “تجليات الغيرية في الثقافة العربية”، أن هؤلاء الحاضرون (في اشارة إلى بعض الأعضاء)، “هم أساتذتنا نحن، وقد تعلمنا منهم، كالأستاذ محمد الكتاني، أمين السر المساعد وعضو أكاديمية المملكة، الذي قدم الكثير، وتخرج على يده الكثير من الاساتذة.

“عندما كنا طلبة في كلية الأداب والعلوم الإنسانية، كان يدرسنا مادة الفكر الاسلامي، في بدايات السبعينات، كان لها شأن في تيارات متعددة، كنا ندرس عليه الفكر الاسلامي ليس بمعنى الطوائف والفرق والنزاعات التاريخية، ولكن بمعنى الفكر الإسلامي الحديث الذي يقدم، لشباب الجامعة وهو إلى الأن على نفس الطريقة” يضيف نفس المتحدث.

وأبرز بنحمزة، أن الكتاني، لازال يعطي و تفضل على المغرب بموسوعة، “أظن أن بعض المثقفين، يعرفها .. درستها وهي موسوعة للمصطلح تكتنز معاني كثيرة” يقول قبل أن يؤكد بأن الطريقة التي بنى بها الكتاني وفصل بها الموسوعة  “لا يجيدها إلا العلماء الكبار، على إعتبار أن العديد من المعاجم الأخرى تكون مجرد “أشتات كلمات”.

وطالب المتحدث نفسه، من المثقفين بالإطلاع على هذه الموسوعة، على إعتبار أن المثقفين بحاجة إلى قراءة الكتب الأصيلة، ومما إستوقفه خلال دراسته لموسوعة الكتاتني الذي كان حاضرا و افتتح الى جانبه الندوة، تفسيره لكلمة العبث، وايراد التعريفات والدلالات في المجال القراني والديني والفلسفي، وهو أمر راقه كثيرا.

ومن الأسماء أيضا التي أشاد بامكانياتها العلمية، إدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة، في حكومة بن كيران، ووصفه بـ”واحد من كبار الخبراء والعلماء، القانونيين في العالم الاسلامي”، وأضاف بخصوص الضحاك أنه كانت له فرصة اللقاء به والاتصال به، على مستوى اللجنة الملكية المكلفة بمراجعة مدونة الأحوال الشخصية قديما (مدونة الأسرة)، وخلال مدة طويلة “كانت هذه فرصة لنتعرف على علم الرجل، الكبير، و على تضلعه وأخذه من اللغات العربية والاسبانية والفرنسية والانجليزية، وتمكنه من هذه الأشياء، وعلى أسلوب فريد في التدبير”.

ولأن تدبير النقاش في إطار مراجعة مدونة الأحوال الشخصية، مهمة تحتاج إلى رجل يحسن تدبير الخلاف، “فإدريس الضحاك كانت له خبرة سابقة على مستوى النقاشات السياسية والنقابية.. وكان دائما يستطيع أن يجمع.. بحيث أن الخلافات التي كانت لم تظهر وانتهت هذه العملية،  بعد عمل جاد ومضني بقدرته على الجمع”.

وبخصوص إقتران مدينة وجدة والجهة الشرقية عموما، بالعمل الثقافي والمعرفي، أكد بن حمزة، أن لهذه المدينة شيء تلتقي فيه مع هذه المؤسسات كلها، مع الاكاديمية ومع وزارة الثقافة، وهو مرتبط بالمعرفة وهو الاشتغال شعبيا، وليس اشتغالا رسميا فقط، “أحب أن أقول أن هناك اجتماع للساكنة وائتلافها على كل مشروع يخدم المعرفة والعلم.

وأعطى مثالا بمركز الدراسات والبحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، الذي عقدت فيه الندوة، والذي وهو واحد من البنايات، التي شيدها “إخوة وأصدقاء ورعوها، والذين يشتغلون فيها من أساتذة يدبروها بأنشطتهم التي تجاوزت 700 نشاط منذ افتتاح أبوابه” على حد تعبير نفس المصدر.

وأبرز بأن المركز، “صرح مفتوح للجميع، لا يشترط أن يكون الإنسان من تيار معين أو على فكرة معينة.. يتحدث فيه كل من شاء، بما شاء”، وشبهه بالمركز الوطني للثقافة والفنون “جورج بومبيدو” في فرنسا.

هذا المشروع، وفق نفس المصدر، جاء عقب مشاريع كثيرة، كمشروع المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التي أنجزت بفضل التبرعات التي قدمتها سيدة قصدته ذات يوم ليدلها على تشييد هذه المدرسة التي كانت المدينة بحاجة إليها.

وأسس الكثير من المحسنين،  ثانويات ومدارس ابتدائية، ومكتبات وهذا العمل الموجه للمعرفة والفعل المعرفي، مهم على إعتبار أن “الإشتغال على مستوى آخر غير مستوى المعرفة يكون خطوة في الفراغ”.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)