هل من مسؤول ينقذ المشردين من “المــوت” تحت رحمة برد وجدة القــاسي؟

المشردون بوجدة

العشرات من المواطنين في مدينة وجدة من أبنائها وممن تقطعت بهم السبل وحتم عليهم القدر حياة التشرد في هذه المدينة، يعانون معاناة قاسية جدا.

معاناتهم مع ليالي الشتاء القاسية، لا يدركها إلا من عاين عن قرب كيف يحول البرد القارس خاصة في هذه الأيام ليالي هؤلاء إلى كوابيس وجحيم.

المشردون باختصار، زادهم البرد القارس معاناة على معاناتهم المتولدة من حياة التشرد.

ومع كل هذا لازالت السلطات لم تقدم على مبادرة كفيلة بتخفيف المعاناة عن هذه الفئة.

في حين أنه في السنة الماضية كانت هناك مبادرات من قبل السلطات، تمثلت في ايوائهم في بعض المراكز حتى مرت موجات البرد القارس.

هناك من يخشى اليوم أن تكون تلك المبادرات وليدة “لحظة” التضامن العارم الذي إنخرط فيه المغاربة بسبب جائحة كورونا فقط، ولن يتكرر حتى هذه السنة.

وفي الحقيقة ليست السلطات المحلية من يجب أن ينبه إلى هذا الواقع فقط يقول العديد من المتابعين.

بل حتى مؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة التضامن مسؤولة أيضا، إلى جانب طبعا جمعيات المجتمع المدني.

وإن كانت في الحقيقة العديد من الجمعيات هي التي تقود زمام المبادرة هذه الأيام لتخفيف وطأة الظروف عن هذه الشريحة.

في المحطة الطرقية وفي شارع علال الفاسي، وفي الشوارع المتفرعة عن شارع الدرفوفي، وحتى في وسط المدينة الكثير من حالات التشرد وبعضها يحتاج لتدخل عاجل ومستعجل دون أي انتظار.

هناك حالات لأشخاص متقدمين في السن لا تتحمل أجسادهم “لسعات” البرد القارس، بل حتى الشبان منهم لا يمكن تحمل كل تلك القسوة.

الطامة الكبرى، أن وسط هؤلاء أيضا نساء وأطفال صغار.

و وسط كل هذا اللغط والجدال الذي يتجدد دائما حول حقوق المرأة والأطفال، في وسائل الإعلام، هناك نسوة وأطفال لم يجدن فراشا ولا مأوى يأويهم في هذا البرد القارس، إنها بحق مأساة لا يمكنها أن تستمر إلى ما لا نهاية.

نتمنى فعلا أن يرق قلب المسؤولين في هذه المدينة، وكثير منهم في الحقيقة قلوبهم رقيقة تلتقط أنين هؤلاء المفجوعين.

كما نتمنى من المحسنين أن يبادروا في هذه الأيام إلى تكثيف أعمالهم الخيرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ولنا رسالة خاصة للسيد الوالي، أن يتدخل ويكثف مجهوداته في اتجاه إيجاد حل ينتشل هؤلاء المشردين من تحت كماشة البرد القارس والقاتل، لأن هذا البرد يمكن في أي لحظة أن تنجم عنه وفيات لقدر الله..

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)