وطن يتساءل..ماذا بعد مرحلة السواد؟..

 

بعد تأييد غرفة الجنايات الاستئنافية لأحكام معتقلي حراك الريف، وبعد القضاء على بصيص الأمل الذي كان باديا على وجوه عائلات المعتقلين وبعض رفاقهم؛ ليلة النطق بالأحكام..

 

انتشرت موجة السواد، فقدان الأمل وتحطم المعنويات، سواد عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سواد في نقاشاتنا وجدالنا حول واقع الوطن وأفقه المظلم.

 

من شدة الألم وهول الصدمة، طفت على جدران الحائط الأزرق، عبارات تعكس عمق السواد وفقدان الأمل، عبارات لطالما خبرنا بأنها حبيسة جدران الجامعة، مرتبطة بتراث الفكر الأحمر في مراحله الأولى..كلها شعارات تعكس حجم السواد.

موجة السواد اكتسحت الوطن، واتسعت رقعتها بفعل فاعل مع سبق الإصرار، بفعل من اختار الزج بمناضلي الحراكات الاجتماعية في السجون بدل إيجاد الحلول والاستجابة للمطالب، السواد يتسع بفعل من يضرب الحقوق والحريات غير مكترث بالتزامات الدولة في مجال حقوق الإنسان، بفعل من اختار اسالة الدم في الشوارع وإرهاب كل من اختار نهج الحرية في التعبير عن مواقفه وآرائه…

 

الوطن في حيرة والغيورين عليه في حيرة أكبر، يتقاسمان نفس السؤال : ماذا بعد موجة السواد؟؟!!

 

أنحن في دائرة الأمان؟ أنحن في معزل عن سياقتنا الإقليمية والجيو- سياسية؟..

 

لا أظن أن حاضني بيئة السواد واعون بحجم وهول السؤال..لا اظنهم يتدبرون الواقع  ولا الأفق المظلم الذي يسير فيه الوطن.

 

أظن بأن وهم اجتياز مرحلة 20 فبراير “بأمان” لا زال يطبع مخيلتهم، وأن الموازين لا زالت لصالحهم، لصالح منطق القوة ولا منطق غيره، منطق سيأخذ الوطن للمسدود.

 

اليوم ونحن نتحدث من وسط السواد، لا زال الأمل فينا يردد..سنجتاز المحن وسينتصر الوطن..مادام فيه من ينبض حرية..يردد لا شيء يدوم لا فساد ولا استبداد.. انما هي موازين تميل ما مال الزمان.. ويبقى الخيار امام ذوي الألباب إما الوطن وإما الوطن..ليس هناك خياران..

 

أخيرا وطني أجيبك وأقول : ما بعد السواد..مغرب مشرق بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية..مغرب لنا ولجميع الأحرار..

 

جواد اتلمساني، ناشط حقوقي 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)