حقول الزيتون بمنطقة أندلوسيا بإسبانيا تنقذ المهاجرين المغاربة من الإفلاس

 

تحولت منطقة أندلوسيا، بالجنوب الإسباني خلال الآونة الأخيرة، إلى قبلة مفضلة لآلاف المهاجرين المغاربة وباقي المهاجرين من المنطقة المغاربية، والمتحدرين من دول جنوب الصحراء إضافة الى جالية مهمة تنتمي لبعض بلدان أوربا الشرقية، من أجل العمل بحقول الزيتون التي تنتشر بشكل كبير بهذه المنطقة، والتي تعد أيضا من أشهر المناطق في العالم إنتاجا لمادة الزيت والزيتون.

ويفضل العديد من المهاجرين المغاربة المقيمين بباقي المدن الإسبانية التوجه إلى منطقة أندلوسيا قصد العمل بحقول الزيتون لإنقاذ الموسم، بسبب غياب فرص الشغل جراء الأزمة الإقتصادية التي تضرب إسبانيا منذ سنوات، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى مغادرة إسبانيا في إتجاه فرنسا، بلجيكا ثم هولندا بحثا عن فرص للشغل وخاصة الذين لا يتوفرون على عمل قار يغنيهم عن التنقل.


وفي هذا الصدد، التقى موقع “شمس بوست” بالعديد من المهاجرين المغاربة بمنطقة “الخاين”، الذين حلوا بالمنطقة للاشتغال بحقول الزيتون، قصد معرفة الأسباب التي تدفعهم إلى قطع مسافات طويلة من الشمال إلى الجنوب بحثا عن فرص شغل موسمية.

وهكذا أكد “البشير ” 49 سنة يتحدر من منطقة كرسيف، خلال معرض حديثه لموقع ” شمس بوست” أنه دخل الأراضي الإسبانية منذ حوالي 15 سنة، “اشتغلت في قطاع البناء لمدة عشر سنوات، قبل أن يتأزم الوضع بإسبانيا وتعلن الشركة التي كنت أشتغل لحسابها إفلاسها لأجد نفسي عاطلا عن العمل، شأني شأن الآلاف من المهاجرين، إذ لم يبق من خيار أمامي سوى التجوال والتنقل بحثا عن فرص شغل موسمية لإعالة أسرتي” يضيف البشير.

 

وأبرز أنه قطع مسافة تزيد عن 1500 كيلومتر من أجل الوصول إلى منطقة أندلوسيا، رفقة بعض أصدقائه للاشتغال بحقول الزيتون رغم ظروف العمل الصعبة، بالنظر إلى الأجواء الباردة التي تتميز بها المنطقة، إلا أنها ستبقى فرصة سانحة بالنسبة إليه، قصد العمل لمدة تتراوح ما بين شهرين وثلاثة أشهر.


أما “عبد السلام”،  (27 سنة)، المتحدر من منطقة قلعة السراغنة فقال : “لقد دخلت الأراضي الإسبانية بطريقة غير شرعية كباقي آلاف المغاربة منذ حوالي 3 سنوات، إذ يصعب علي الحصول على عمل قار لعدم توفري على أوراق الإقامة، فيبقى ملاذي الوحيد الاشتغال بحقول الزيتون بمنطقة أندلوسيا لجمع بعض المال لتدبير شؤون العيش، إذ لست بحاجة لأوراق الإقامة من أجل الاشتغال وخاصة لما يكون المنتوج متوفرا بكثرة، حيث تغض السلطات الإسبانية الطرف عن يد العاملة التي تشتغل في السوق السوداء.

ويذكر، أن الأجرة اليومية بحقول الزيتون بمنطقة أندلوسيا تتراوح هذه السنة ما بين 60 و70 أورو لمدة 7 ساعات، وقد يرتفع الثمن أو ينخفض حسب العرض والطلب.

أثمنة:

ثمن الزيتون بأندلوسيا يتراوح ما بين أورو وأورو 40 سنتيم للكيلو غرام الواحد، أما ثمن زيت الزيتون فيتراوح ما بين 5 و 6 أورو للتر الواحد، أما فيما يخص حصة الإنتاج من المتوقع أن تصل هذا الموسم بمنطقة اندلوسيا وحدها إلى حوالي 6 ملايين طن.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)