مصطفى بن شريف يكتب..فتح تمثيلية “جمهورية الريف” بالجزائر عنوان للعمالة

بقلم الدكتور مصطفى بن شريف

ان النضال السياسي هو حق من الحقوق التي يحميها الدستور والقوانين الوطنية والمواثيق الدولية، غايته بناء دولة ديمقراطية، وضمان حماية حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة، في إطار دولة الحق والقانون، عمادها مبدأ فصل السلطات، وسيادة العدل والعدالة بما يكفل حياة كريمة لجميع المواطنات والمواطنين، في ظل سلطة قضائية مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، غير متحكم فيها، كما أن سلطة الاتهام( النيابة العامة ) يجب أن لا تتأثر بالتجاذبات السياسية أو المقاربات الأمنية للدولة أو الحكومة.

هذه عناوين رئيسية تحكم وتؤطر الدولة الديمقراطية، وهي بمثابة ورقة طريق لكل مناضل يطمح إلى التغيير والإصلاح من أجل بناء مجتمع تسوده المساواة وحرية الرأي والتعبير والعقيدة وتصان فيه كرامة المواطن.

حقا، ان الريف شكل تاريخيا مرجعية في النضال الوطني والديموقراطي الوحدوي( الشريف محمد امزيان، الزعيم محمد عبدالكريم الخطابي ) ، سواء ضد الاستعمار، أو ضد الاستبدالد المخزني.

ويشهد التاريخ و كما الوثاءق التاريخية، على هذه الحقيقة، لا يمكن اغفالها أو انكارها، نظرا لوقعها وحمولتها واستمراريتها في الزمن لتشبع مواطني الريف بهذه الثقافة والقيم الإنسانية من جيل إلى جيل.

لكن لا يعني ذلك ،أن النضال معناه معاداة الوطن، أو التحول نحو الخارج والارتماء في أحضان نظام سياسي عسكري (الجزائر ) اكثر استبدادا وفسادا بجميع معانيه ودلالاته،، فرغم ثروات الجارة الجزائر الهاءلة الا أن شعبها يعاني من الفقر والبطالة والهشاشة بفعل الفساد الذي يعم جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية التي تعتبر الحاكم الفعلي في الجزائر.

إن اقدام شرذمة قليلة من دعاة التوجه الجمهوري في أوربا من أبناء الريف، على خطوة فتح تمثيلية “جمهورية الريف” المزعومة بالجزائر العاصمة ، تشكل ضربا من الجنون والتهور السياسين، لأنه ومهما كانت المعاناة أو الظلم الذي يكون قد طال أبناء الريف سياسيا واقتصايا واجتماعيا وثقافيا، فإن ذلك لا يبرر ومهما كانت الاسباب والذراءع الارتماء في احضان دولة معادية للمغرب.

يجب أن يعلم الجميع من الشيخ إلى الرضيع، وخاصة دعاة الجمهورية، أن الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي لم يعلن في يوم من الايام معاداته للوطن، رغم تحالف المخزن مع أسبانيا وفرنسا وفي عز حرب الريف، لأن هدفه كان يتمثل في طرد الاستعمار وتحقيق الديمقراطية والمساواة وسيادة العدل ، ولذلك لا داعي للتظاهر بتبني فلسفة الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي في النضال لا لشيء هو أنه لم يثبت يوما بأنه تحالف مع دولة اجنبية ضد الوطن، بل أنه ناضل وكافح سياسيا و واجه أكبر حرب كيماوية في التاريخ الحديث ولا زالت نتائجها جاثمة بالريف وعلى مواطني الريف.

وفي الاخير، لا بد من تذكير أصحاب نهج العمالة للاجنبي، أن مفهوم النضال الديمقراطي لا يسعفكم في تبني اطروحتكم، مهما كانت المعاناة في الداخل ، ،بل يحتم وجوبا على كل مناضل في الريف العمل في إطار وحدوي من أجل بناء ديمقراطية حقيقية من الشعب والى الشعب، واستكمال معركة التحرير لجميع المناطق المحتلة، وتأكيد وتثبيت شرعية المغرب على جميع اقاليمه الصحراوية .

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)