إنطلاق فعاليات المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور

“ذاكرة العودة” هذه هي التيمة التي اختارها المنظمون للمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، الذي إنطلقت فعاليات دورته الثانية عشرة مساء أمس الإثنين وسط حضور لوجوه فنية ومن عالم السياسة والمال والأعمال.

 

المنظمون يرجعون اختيار موضوع “ذاكرة العودة”، إلى كونه موضوع ذو راهنية وشائكا يتناول إشكاليات بالغة الأهمية ترتبط أساسا بذاكرة العائدين إلى بلدانهم الأصلية.

 

وبالتالي وفق نفس المصدر “تستوجب مقاربته (الموضوع)، الكثير من الحكمة والتبصر، لاسيما وأن التدفقات الكبيرة للأفراد والجماعات تتطلب من المجتمع الدولي اعادة التفكير في السياسات والقوانين المتعلقة بالهجرة”.

وقال عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان، أن مركز الذاكرة المشتركة، المنظمة للمهرجان منذ 12 دورة “جمعية حقوقية وطنية بامتدادات دولية هاجسها الأول هو المساهمة في البناء الديمقراطي في بلدنا وضمان قيام دولة الحق والقانون فيه 

و المساهمة في الإعلاء من المكتسبات الحقوقية والسياسة التي تحققت ولسيما في مجال تجربتنا في العدالة الانتقالية”.

 

وأضاف في كلمة الحفل الافتتاحي لهذه الدورة التي تستمر من 11 إلى 16 دجنبر أن المهرجان أصبح، ومنذ سنوات “ملتقى عالمي لتناول قضية من القضايا الشائكة، التي تطرحها سيرورة البناء الديمقراطي، وبناء دولة الحق والقانون”.

 

وزاد “بدأنا الاشتغال على قضايا حقوقية وسياسية في زمن اعتقد الناس أن الصناعة السينمائية قد انهارت، لاسيما عندما لاحظوا كيف خربت  القاعات السينمائية،  هنا وهناك في هذه المدينة دون اتباه أي أحد إلى إعادة البناء إلا مؤخرا”.

 

اليوم وفي أي نقطة في بقاع العالم يضيف بوطيب “اكتشف الناس أن الثقافة حصننا الأخير من البشاعة، وأن الانتصار على القبح في هذا العالم يمر على إبراز الجمال الذي فينا بالصوت والصورة”.

 

عندما اقول القبح يضيف نفس المتحدث “أقصد بالأساس، الحرب المرض، الجهل الأمية والاعتداء على كرامة الناس وعدم المساواة واحتقار الناس بسبب جنسيتهم أو ميولاتهم أو لون بشرتهم أو معتقداتهم و بتشبثهم بحريتهم”

وزاد أنه وجب “التذكير أن الحوار يجب أن يحل محل البنادق وأصواتها”، وأنه في الزمن الفاصل بيننا و بين قيام هذا الحوار الضروري هناك من استفاد من “تدمير أحلام الأطفال  والشيوخ والنساء والمدنيين العزل في مناطق الصراع لاسيما في الشرق الأوسط وبالذات في فلسطين المغتصبة”.

 

وعن اسم الدورة، أكد بوطيب أنها تحمل اسم المرحوم مصطفى ازواغ الذي وصفه بالمناضل الذي “ناضل من أجل الجمال ..رحل عنا في أوج العطاء”.

 

وحضيت بعض الوجوه الفنية بالتكريم في حفل افتتاح هذه الدورة، حيث كرم المهرجان  الممثلة المغربية فاطمة عطيف خريجة المعهد العالي للفن الدرامي، التي بدأت مشوارها الفني في المسرح.

 

وشاركت في مجموعة من الأدوار التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، وحازت على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية وطنية ودولية، ضمنها جائزة أحسن ممثلة عن فيلم “مباركة” بمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.

 

 كما تم تكريم الفنانة المغربية ذات الأصول  الريفية دنيا لحميدي المعروفة في الوسط الفني بـ”نوميديا ” بطلة رائعة وداعا كارمن و مسلسل ميمونت و سيتكوم 2 دي 2.

 

ويعتبر  هذا التكريم حسب المنظمين، من خلالها، تكريم للمرأة الريفية ولعطاءاتها وانجازاتها  في مجالات مختلفة وفي مقدمتها المجال الفني التي برزت فيها المرأة بالريف سواء تعلق الأمر بالأعمال التلفزية أو السينمائية أو المسرحية.

 

و قرر المركز منح جائزته الدولية “ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم” في دورتها السادسة – دورة 2022 مناصفة لميغيل رودريغيس مكاي، محام بيروفي، وباحث جامعي في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ووزير خارجية البيرو سابقا. و محمد الشيخ بيد الله طبيب مغربي، ووزير الصحة سابق، ورئيس مجلس المستشارين سابقا.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)