ما الذي ينقص فريق المولودية الوجدية ؟

مما لا يختلف فيه إثنان، هو أن فريق المولودية الوجدية قد حقق نتائج مبهرة خلال الموسم الكروي السابق، وابان عن علو كعبه في ترويض عدد من الأندية الكبرى. كان رقما صعبا واختتم مشواره الكروي بتحقيقه الرتبة الخامسة في البطولة الاحترافية.

 

غير أن الفريق منذ بداية الموسم الكروي الحالي في أكتوبر الماضي، مازال فريق المولودية الوجدية يتخبط في المشاكل التي لم يقدر المكتب الحالي عن حلها بعد، بالرغم من المحاولات الخجولة خلال المبارايات الأخيرة التي استطاع فيها استرجاع بعض النقاط المهدورة عبثا، إلا أن لعنة البداية مازالت تلاحق النادي ومكوناته إلى غاية اليوم.

 

يدرك كل متتبع للفريق في الآونة الأخيرة، أن الضربات المتتالية التي تلقاها الفريق، بدأً من تعاقده من الدولي المغربي عبدالسلام وادو الذي ساهم في تعميق هذه الأزمة في الفريق بعد إهداره لوقت كبير في صراعات لم تكن في صالحه ولا في صالح النادي، بالإضافة إلى المشاكل الجانبية التي صاحبت هذا الصراع، من تراجع الموارد المالية للفريق وإضرابات اللاعبين وغيرها من المشاكل التي صارت تلاحق النادي من كل الجوانب، وآخرها كان الضغط الذي مارسته الجماهير على المكتب المسير وبعض الأشخاص الذين يدورون في فلك الرئيس، حيث أشارت إلى أنهم يستفيدون من هذا الوضع، بينما الرئيس دافع عنهم بالقول، أنهم أصدقاؤه ولايحركهم إلا حبهم للفريق.

 

قد نترك جانبا المشاكل التي يعاني منها الفريق، يمكننا القول أن الفريق يتجه بخطى ثابتة نحو التأسيس لمشروع احترافي متماسك، من خلال تركيز المكتب المسير على تكوين الفئات الصغرى والاهتمام بشكل أكبر بالبنى التحتية، التي ستجنى ثمارها مستقبلا. لكن ماذا تحقق فيما يخص الجانب المالي للفريق ؟

 

في مختلف البطولات الاحترافية الكبرى، نجد أندية تربح وتخسر ماديا، وهذا أمر عادي جدا ولا نختلف فيه كثيرا، لكن في حالة المولودية، ليس هناك ما يشير إلى أن الفريق له موارد مالية قارة، بمعنى أن إدارته تشتغل بمنطق “عاون الفريق” أو بالمساهمات الشخصية للرئيس محمد هوار وبعض رجال الأعمال. يبدو أن الفريق لم يضع خطة ناجحة فيما يتعلق بالجانب التسويقي ما سيساعده في تأمين موارده المالية من خلال جلب الرعاة والمستثمرين. هذه النقطة تطرح أكثر من علامة استفهام !

 

ما أغفلته إدارة النادي أيضا، هو عدم التركيز على الفريق فيما يتعلق بصورته وحضوره على وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية، بحيث نلاحظ أن الفريق لا ينهج سياسة تواصلية احترافية ولم يضع استراتيجية وجب اعتمادها لتحقيق بعض الأهداف، وعلى رأسها بناء الهوية البصرية لـ”الماركة” وأيضا غياب صور احترافية للاعبين وباقي أفراد الطاقم وغياب موقع رسمي للنادي، تنشر فيه البلاغات والصور ويوثق لأرشيفه. وهذه أمور قد تبدو للمسييرين هي أمور جانبية ولا تستحق العناء. لكن بالنسبة للأندية الكبرى خاصة الأندية الأوروبية، هذه من الأساسيات وهي المدخل نحو صناعة “الماركة” لما يضمنه من تواصل سلس يحقق الانتشار الأوسع.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)