أحمد يوسف.. الرجل الكاميروني المسلم الذي وجد 35 مليون سنتيم في كيس فاحتفظ بها حتى ظهر صاحبها

قصة أحمد يوسف الحافظ لكتاب الله، والذي صدمت كل من علم بها من ساكنة برج مولاي عمر بمكناس، تعود لأكثر من شهر، حيث وجد الرجل كيسا ملقى على الأرض قرب سويقة برج مولاي عمر، وفي غفلة من الجميع، اكتشف يوسف، المهاجر الذي قطع الاف الكيلومترات مشيا على الأقدام، من إحدى قرى ياووندي بالكامرون ليصل الى المغرب، اكتشف ان بالكيس مبلغا ماليا يفوق 35 مليون سنتيم.

 

عندما أخذ يوسف الكيس، والذي كان برفقة أخيه، لم يعلم أحد بقصتهما إلا الله، فقرر الرجل ان يقف متسمرا لساعات في انتظار أن يظهر باحث عنه، لكن المفاجأة أن لا أحد سأل، ولا أحد من رواد سويقة الحومة ظهر وكأنه يبحث. وبعد مرور وقت طويل قرر يوسف أن يبوح لمقربين منه بقصة الكيس، حتى يتسنى توسيع دائرة البحث عن صاحبه.

 

مرت الأيام ثم الأيام، وبالضبط خمسة عشر يوما كاملة، ليظهر صاحبه، فكانت مفاجأة الرجل مذهلة، حيث اختلطت عليه دموع الفرحة والصدمة، الفرحة من العثور على ماله كاملا غير منقوص، والصدمة من الذي حافظ على الأمانة وهو في عز الحاجة إليها ليحقق حلمه وأخيه، بالهجرة لأوروبا.

 

الصدمة الكبرى أن يوسف الذي يعمل مياوما، ويحظى بحب وتقدير وثقة كل من يعرفه يعيش ظروف صعبة، لكنه من أكثر الناس تصدقا رغم عوزه بشهادة جميع من يعرفه.

 

يوسف الذي لا تفارقه سبحته منذ أن وصل الى المغرب، تعلم جزئيا العربية، وتحول الى رجل محبوب منذ ان حل بالمغرب ليستقر بين أحضان الحي الشعبي برج مولاي عمر الذي أصبح أهله وعشيرته، يحيي بينهم طقوس الأعياد، ويصوم معهم رمضان، وحلم الهجرة لأوروبا لا يغادره، لم يعبث بأمانة كانت ستمنحه فرصة قوية لإكمال حلمه.

 

يوسف قدم للجميع درسا ان الأمانة أقوى من الأحلام، ونجح في دخول قلوب الاف ممن تابعوا قصته.

 

يوسف أعطى لاخوانه الأفارقة المقيمين بيننا مكانة أسمى واحتراما كبيرا جدا بسلوكه، فتحول من مهاجر قطع الاف الكيلومترات مشيا على الاقدام، الى بطل حقيقي يستحق كل التقدير والاحترام ولما لا التكريم.

 

يوسف درس انتخابي جميل عن الأمانة لعلنا نتعظ.

 

شكرا ايها الكبير أحمد يوسف.

 

*محمد بوكيلي

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)