متى يحقق المغرب مناعته الجماعية ضد فيروس “كورونا”؟

قال سعيد عفيف، عضو لجنة التلقيح التابعة لوزارة الصحة المغربية، إن تصنيع وتعبئة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، محطة مفصلية في تاريخ الصناعة الدوائية بالمملكة.

وأوضح عفيف، وهو أيضا رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية (غير حكومية)، للأناضول، أن “المشروع جاء ليعزز ما راكمه البلد من إنجازات في محاربته للجائحة، حيث تعتبر المملكة أول بلد إفريقي من حيث عدد الملقحين”.

وفي 5 يوليو الماضي، وقع المغرب اتفاقيات لتصنيع وتعبئة لقاح “سينوفارم” الصيني وغيره في المملكة.

وتم توقيع 3 اتفاقيات في حفل ترأسه الملك محمد السادس، الأولى بشأن لقاحات كورونا، بين الحكومة المغربية ومجموعة الصيدلية الوطنية للصين “سينوفارم”، والثانية حول إعداد قدرات تصنيع اللقاحات بالمملكة مع شركة “ريسيفارم”.

وجرى توقيع الاتفاقية الثالثة بين شركتي “سينوفارم” و”سوطيما” المغربية، تتيح للأخيرة تصنيع اللقاح الصيني.

وتستهدف الاتفاقيات إنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح شهريا في المغرب، على أن يتضاعف العدد تدريجيا.

وحتى صباح الخميس، بلغت إصابات كورونا في المغرب، 720 ألفا و256، منها 10 آلاف و607 وفيات.

فيما بلغ عدد متلقي الجرعة الأولى من اللقاح حتى الثلاثاء، 15 مليونا و342 ألفا و370، والثانية 11 مليونا و69 ألفا و848، ليصل الإجمالي إلى 26 مليونا و412 ألفا و218، كإحدى أكبر حملات التطعيم في إفريقيا والعالم العربي.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، صرح وزير الصحة خالد آيت الطالب، بأن المغرب تعاقد على 65 مليون جرعة من اللقاحين المعتمدين لديه “أسترازينيكا” البريطاني و”سينوفارم”.

** ريادة إفريقية

ويرى عفيف، أن المغرب حقق الريادة في إفريقيا على مستوى وتيرة التلقيح ضد كورونا، مبينا أن “ثلث الملقحين في القارة هم مغاربة”.

وتابع: “بلادنا عندها موارد بشرية عالية وكفاءات متميزة، ساهمت في نجاح عملية التلقيح”.

وزاد: “تجربة المغرب في حملات التلقيح انطلقت منذ الثمانينيات، وهو ما مكن البلد من لوجيستيك كبير، وخبرة مهمة”.

واستطرد عفيف: “لدينا صناعة دوائية بمؤهلات جيدة جدا، ومختبرات تزودنا بـ60 في المئة من احتياجاتنا الدوائية”.

وأردف: “يحق لنا أن نفتخر بصناعتنا الدوائية الوطنية، التي ساهمت بشكل كبير في مواجهة الجائحة، ووفرت الأدوية الأساسية المستعملة في البروتوكول المعتمد لعلاج المصابين بكورونا”.

وأكمل: “المملكة من بين 10 دول في العالم شاركت في التجارب السريرية للقاح كورونا، وهو ما عزز ثقة المختبرات الكبرى في المغرب، ليصبح معنيا بتصنيع اللقاح”.

** وضعية مقلقة

ويرى المتحدث، أن “الوضعية الوبائية متحكم فيها بالمملكة، لكنها مقلقة جدا بفعل تراخي المواطنين”.

وسجل “تهاون عدد من المواطنين وعدم التزامهم بالتدابير الوقائية التي حددتها السلطات”.

ومضى قائلا: “لاحظنا ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس، وأيضا بالمتحورين الهندي والبريطاني، يجب الحذر ونحذر من التراخي”.

وبيّن أنه “ليس هناك حل ثالث لمقاومة الفيروس، بل هما حلان فقط، الالتزام بالتدابير الاحترازية والتلقيح، والهدف هو تحقيق المناعة الجماعية”.

واستدرك: “نتوقع أن نحقق المناعة الجماعية مع نهاية العام الحالي، بالنظر لأن حملة التلقيح تسير بشكل جيد”.

وأشار أن “نسبة ملء أسرة الإنعاش حاليا تصل إلى 15 بالمئة، بينما بلغت في وقت سابق خلال ذروة انتشار الفيروس، 35 بالمئة”.

** فعالية اللقاح

وعن الجدل المثار حول إصابة عدد من المواطنين بالفيروس رغم تلقيحهم، قال عفيف: “اللقاح لا يحمي من الفيروس مئة بالمئة”.

وأضاف: “قد تصبح لمن يأخذ اللقاح مناعة ذاتية، لكن لا يعني ذلك عدم إمكانية الإصابة بالفيروس”.

وزاد: “من المحتمل إصابة من أخذوا اللقاح بالفيروس، والمعطيات المتوفرة تؤكد إصابة 0.037 بالمئة من مجموع المغاربة الملقحين حتى الآن”.

واستطرد: “لقاح سينوفارم يحمي بنسبة 79.3 بالمئة، بينما يحمي لقاح أسترازينيكا بنسبة تراوح بين 70 و90 بالمئة بحسب الحالة”.

وخلص المسؤول المغربي، أن “الحل الوحيد، في انتظار القضاء نهائيا على الفيروس وتحقيق المناعة الجماعية، هو التقيد بالإجراءات الوقائية وعدم التهاون”.

 

الأناضول

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)