عين “اشبيلية” ذاكرة دبدو تتحول الى أطلال وتشكو إهمال المسؤولين

بضعة أشخاص يجلسون هنا يستظلون بالشجرة الوارفة التي تغطي أروقة عين سبيلية او عين “اشبيلية” الاسم الذي أطلقه يهود دبدو منذ العصر الوسيط على هذا المورد المائي المهم الذي تم تشييده بحي لكياديد بدبدو إقليم تاورير.

 

ملامح الجالسين يعلوها التيه والحيرة من تحول المكان فجأة الى أطلال بعدما كان قبل سنوات قليلة قبلة للزوار الكثر الذين كانوا يقصدونها من كل حدب وصوب للاستجمام وللارتواء من مائها العذب.

“لم يكن ماؤها مجرد شريان لحياة مرتوية بل كان شريانا يمد ساكنة دبدو وساكنة حي لكياديد على وجه الخصوص بسير عجلة الاقتصاد وميزانها التجاري الذي أصبح متوقفا منذ سنتين مع توقف شريان الماء بهذه العين الطبيعية وسط هذه المدينة الجبلية شرق المغرب.

 

بوبكر تاجر مواد غذائية فتح محله المحاذي لعين اسبيلية مثله مثل باقي زملائه، منذ الصباح الباكر ، مرت أربع ساعات لم يزره زبون واحد، بوبكر يرى أن ” تراجع الوافدين إلى المكان سببه التهميش الذي طال هذا المورد المائي” قبل ان تزيد جائحة كورونا من تعميق جراح الساكنة والقضاء بصفة نهائية على آمالهم.

كان هذا المكان قبل سنتين -عندما كانت ابواب عين اسبيلية مفتوحة ومتصلة بشريان مائي- يعج بالزائرين، وكانت الحركة التجارية مستمرة ، اما الان وأمام التهميش الذي طال المكان وغيره من الأماكن السياحية فقد أصبحت ساكنة دبدو خاصة المزاولون للمهن التجارية ينتظرون رحمة السماء” هكذا اجمع بعض التجار في تصريحهم للجريدة عن سبب تراجع الميزان التجاري عند الكثير منهم وتعرض آخرون للإفلاس ثم الاغلاق.

 

وفي جولة للجريدة داخل اروقة هذا المنبع الطبيعي الذي له امتداد لقرون والذي كان على مر السنوات وجهة سياحية مفضلة لدى الكثيرين، يظهر جلياً تحوله الى مكان يغلب عليه الاسمنت المسلح، بعد أن جفت صنابير مياهه وعلا الصدأ جنباته وظلت الشجرة الشاهقة وسط رواق المكان شاهدة على “التهميش الممنهج من طرف المسؤولين” لهذا الموروث التاريخي الذي يعود الى قرون مضت.

ويرى قدور حمداوي ناشط مجتمع مدني بدبدو “أن عين اسبيلية وغيرها من الأماكن التي بمقدورها جلب السياح بحاجة الى التفاتة حقيقية من طرف المسؤولين ، ” وعلى جماعة دبدو ان تفكر وبشكل استعجالي في ربط العين بمورد مائي آخر كبديل خاصة وان باقي الموارد المائية المحاذية كلها مياه جوفية طبيعية.

 

وأضاف المصدر ان عين اسبيلية كانت لها اهمية كبيرة في السابق، وكانت مصدرا مهما لجلب القوت اليومي لكثير من الأسر الا انه وبعد خنقها وقطع شريان الماء عنها فقد اصبح معها عدد من الاسر عرضة للتشرد “.

وعاب الناشط ، على المجلس الجماعي عدم اهتمامه بهذا المكان السياحي الذي يعد ذاكرة تاريخية لمدينة دبدو، مطالبا في سياق حديثه من المسؤولين بخلق مشاريع تنموية وسياحية لاعطاء دينامية جديد للمكان حتى يعود لسابق عهده.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)