45% من المغاربة يشعرون بالفقر والاولوية لدعم القدرة الشرائية

سوفيان بوشكور

*أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الأول

 

 

قدم المرصد الوطني للتنمية البشرية ONDH يوم أمس الثلاثاء 8 يونيو 2021, مخرجات الدراسة الخاصة بدينامية الفقر بالمغرب والتي شملت الفترة الممتدة بين 2012 و 2019.

 

وتطرقت الدراسة إلى ثلاث مؤشرات:

 

1- الفقر الذاتي والذي يقيس شعور المغاربة وإحساسهم بالفقر. وبلغت نسبة المغاربة الذين يشعرون بالفقر الذاتي حوالي 45%، وترتفع النسبة إلى 58,4% بالعالم القروي.

 

2- الفقر المطلق أو المدقع والذي يشمل الأفراد الذين لا يتوفرون على الامكانيات لتلبية حاجياتهم الأساسية وعدم قدرتها على تلبية المتطلبات الضرورية. وبلغت نسبة المغاربة الذي يعانون من الفقر المطلق حوالي 1,2% وهو ما يفسر تطور في ظروف عيش المغاربة خلال مدة الدراسة.

 

3- الفقر النسبي والذي يخص الأفراد الذين لا يتجاوز دخلهم حسب المرصد 14666 درهم سنويا أي حوالي 1222 درهم شهريا. وقد بلغت النسبة بالمغرب حوالي 17,7%.

 

زمن خلال الدراسة يمكن استخلاص أم العقلانية يقتضي قراءة اكثر واقعية بحيث الدراسة شملت الفترة بين 2012 و2019. خلال هذه الفترة عرف المغرب مد وجزر من الناحية الاقتصادية مع تعاقب سنوات اقتصادية جيدة مكنت من تحسين ظروف عيش المغاربة وسنوات صعبة نسبيا. كما أن نسبة الفقر خلال الفترة الأخيرة بين 2019 وبداية 2021 عرفت عدو متغيرات خاصة تأثير وباء كورونا على الاقتصاد الوطني من جهة وعلى دخل المواطنات والمواطنين المغاربة.

 

كما أن وضعية وظروف عيش المغارب هي التي عجلت بتبني نموذج تنموي جديد. فجلالة الملك نصره الله خلال خطابه الموجه لنواب الأمة في افتتاح البرلمان سنة 2017 دعا الحكومة والفعاليات المدنية والسياسية والاقتصادية لبلورة نموذج تنموي جديد، مؤكدا جلالته حفظه الله، أن النموذج السابق بلغ مداه وأنه رغم كل ما تحقق من إنجازات فالمواطن المغربي لم يشعر بأثرها عليه مباشرة. ومن تم، فالاوراش الملكية من نموذج تنموي جديد والتغطية الاجتماعية هدفها الاول تحسين ظروف عيش المواطن المغربي،

 

إن شعور 45%  من المغاربة بالفقر الذاتي،  أي إحساسهم بالفقر رغم دخلهم الذي يتعدى 1222 درهم شهريا (لا يعانون من الفقر النسبي)، حسب خلاصة دراسة المرصد الوطني للتنمية البشرية،  مؤشر يستدعي التمعن فيه جيدا وأخذه بمحمل الجد، وخاصة أن المسؤولين  مركزيا وجهويا ومحليا مطالبين بتنزيل مخرجات النموذج التنموي الجديد. والأمر يستدعي عاجلا دعم القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين المغاربة والاعتناء بالعالم القروي ودعم الطبقة المتوسطة صمام الامان.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)