هل “خيب” بن كيران أمال خصوم العدالة والتنمية؟!

 

يبدو أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، “خيب” أمال الكثير من خصوص حزب المصباح، الذين كانوا “يعولون”، على خرجته الاعلامية الأخيرة لتعميق جراح الحزب الملتهبة، بفعل التدبير الحكومي، وتنامي الأزمات الداخلية، و ظهور متغيرات شكلت “صدمة” للحزب.

 

حسب عدد من أعضاء الحزب، كان “المتربصين” بموقف بن كيران يستحضرون لغة رئيس الحكومة السابق في تعاطيه مع قرارات الحكومة خلال الفترة الأخيرة، والتي كانت مطبوعة بالنقد، والنقد الجارح في الكثير من المحطات، لكن خرجة اليوم كانت مفاجئة بالنسبة للعديد منهم.

 

ظهر بن كيران وإن لم يعلن ذلك صراحة، أنه مؤيد للخطوة التي أقدم عليها سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، بالتوقيع على إعلان مشترك مع مستشار الرئيس الأمريكي دونالد تراب، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، اللذان حلا أمس على رأس وفدان أمركي وإسرائيلي في سياق إستئناف العلاقات الديبلوماسية المغربية الإسرائيلية.

 

بن كيران كان حريص على التأكيد، طوال مدة خرجته الاعلامية على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي، أن الحزب لا يمكن أن يخذل الدولة، وأن الحزب بارك منذ البداية كل الخطوات التي قادها الملك محمد السادس، بدءا بالاتصال الذي جرى بينه وبين ترامب، والذي أفضى إلى اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية، على الأقاليم الجنوبية ومرورا باتصاله برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي جاء في أعقاب الإعلان أيضا عن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، وهي المكالة التي أكد فيها العاهل المغربي تشبث المملكة بدعم فلسطين على النحو الذي كانت دائما.

 

خصوم العدالة والتنمية، وفق ما أكده أعضاء في الحزب، كانوا يتوقعون أن يتماهى بن كيران مع تصريحاته السابقة، ويحمل التصريح الجديد نفسا منتقدا لخطوة العثماني الذي لم يسلم خلال الـ24 ساعة الماضية، حتى من إنتقادات أعضاء حزبه، بل راجت على نطاق واسع خلال الساعات الماضية أن هناك تحركات داخل بيجيدي لمطالبته بالتنحي عن كرسي زعامة الحزب وقيادة الحكومة معا، وهذا ما أشار إليه بن كيران في سياق دفاعه عن العثماني، والتأكيد بأن الحزب هو حزب مؤسسات، وأن الحكم على خطوة العثماني لن يتأتى إلا في إطار المؤسسات وبعد الاستماع إلى دفعات رئيس الحكومة.

 

وأكد بن كيران في رسالة واضحة بأن الحزب لا يمكن إلا أن يكون وراء قرارات جلالة الملك، ولا يمكن أن يكون أضحوكة أمام العالم بالنظر إلى أن الحزب اليوم يقود الحكومة وهي مؤسسة ضمن كيان الدولة، ولا يمكن بداعي رفض التطبيع أن “يخوي الحزب” بالدولة.

 

ويرى العديد من المراقبين بأن تصريحات بن كيران تشكل في حقيقة الأمر دعما كبيرا لسعد الدين العثماني الذي يواجه اليوم أول “جلسة” مصغرة للمسائلة عن القرار في إطار إجتماع الأمانة العامة للحزب، فحتى توقيت كلمته اختاره بعناية، مع العلم أن معظم خرجاته كانت تتم في الليل.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)