أحزمة إجرمواس التراثية..صنعت بين جبال الريف وبلغت أمريكا تواجه خطر الاندثار

يتذكر عبد القادر الحموتي، وهو صانع تقلدي بجماعة إجرمواس (إقليم الدريوش)، كيف كانت الصناعة الجلدية التقليدية مزدهرة جدا في ثماننيات القرن الماضي بهذه الجماعة، حتى أن الحزام الإجرمواسي المزركش بلغ حدودا لا يمكن وصفها من الانتشار.

 

تواجه اليوم الصناعة الجلدية وبالخصوص صناعة هذا النوع من الأحزمة في الجماعة خطر الانقراض، لم يعد يزاول هذه الصناعة في الجماعة اليوم سوى عبد القادر وإثنين أو ثلاثة من الصناع.

 

عبد القادر يتذكر في تصريح لشمس بوست كيف أن هذه الأحزمة تجاوز إنتشارها حدود الوطن ووصلت حتى الولايات المتحدة الأمريكية، لتصبح اليوم قاب قوسين أو أدنى من الزوال.

 

خلال سنوات الازدهار كانت هذه الصناعة مصدر دخل مهم للعديد من الأسر في جماعة إجرمواس، بالنظر إلى نظام ونمط الإنتاج المعتمد.

الصناع كانوا يصلون الليل بالنهار لدبغ جلد الماعز وتهيئته ورسم الزخارف فوقه وغرزها، لتصبح مهيئة لخياطتها من قبل النساء اللائي كانوا فاعلات جدا في منظومة الانتاج هذه، وكانت إستفادتهن مضمونة.

 

ويمكن القول بأن النظام التعاوني الذي يعمل به اليوم، من خلال تأسيس تعاونيات في المجال ومجالات أخرى كان معمول به قبل 30 أو 40 سنة في هذه الجماعة.

 

أكثر ما يؤرق عبد القادر اليوم، هو خوفه من عدم القدرة على الاستمرار في هذه الصناعة بفعل غياب الدعم الموجه للصناع.

 

ويعتقد هذا الصانع الذي رغم قلة الامكانيات والدعم يصر على المضي في هذه الصناعة، أن الدعم من شأنه ضمان استمرار الحرفة من خلال تكوين جيل جديد من الصناع، ويعتقد أيضا بأن تحسين واقع هذه الصناعة من شأنه أن يكون سببا وسبيلا في التخفيف من وطئة البطالة والفقر والهشاشة التي تنخر أبناء المنطقة.

 

قبل فترة قرر عبد القادر وما تبقى من صناع تقليديين في هذه المنطقة تأسيس تعاونية جلدية، عل الوضع يتغير قليلا ويمكنوا من بعض الدعم لاقتناء الآلات اللازمة لتطوير هذه الصناعة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)