أزحاف..معاق يصارع جبال إجرمواس في الدريوش لإصال صوت المقهورين إلى المسؤولين!

ميمون أزحاف، واحد ممن يتجرعون ألم الإعاقة في جبال الريف، شأنه في ذلك شأن أكثر من 17 ألف شخص في وضعية إعاقة في إقليم الدريوش المترامي الأطراف والذي يغلب عليه الطابع القروي.

 

حسب الإحصايات الرسمية الخاصة بالمندوبية السامية للتخطيط فإن هذا الاقليم المحدث منذ سنوات قليلة، يضمن 211059 نسمة وفق الإحصاء العام للسكان الذي أجري سنة 2014، 8,2 منهم يوجدون في وضعية إعاقة وهو ما يمثل 17306 شخصا تقريبا، أكثرهم ذكورا حيث تشير الأرقام التي إطلع عليها شمس بوست إلى أن نسبة الاعاقة في صفوف الذكور تبلغ 8,6 و 7,7 في صفوف الإناث.

 

ميمون الذي يعمل تاجرا في جماعة إجرمواس، يتكبد يوميا معاناة لا توصف في سبيل تحصيل قوت عياله، بالنظر لصعوبة ولوجه الى محله التجاري، الذي يحتاج دائما للمساعدة لفتحه.

 

رغم المعاناة التي يحياها ميمون يوميا، إلا أنه يراها في تصريح لشمس بوست لا تمثل شيئا بالمقارنة مع المعاناة التي يعيشوها باقي الأشخاص الذين يحيون حياة الاعاقة في جماعته وفي عموم الإقليم.

 

وإذا كان الحظ قد مكنه من الحصول على كرسي متحرك كهربائي فإن المئات بل الألاف في الاقليم لم يتمكنوا من ذلك، ويكابدون وعائلاتهم مرارة العوز وصعوبات الاعاقة، بل إن العديد منهم وفق ما أكده أزحاف لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم منذ عشرات السنين وصلت إلى بعضهم إلى 30 سنة.

ليس هذا فقط، يعاني ذوي الإحتياجات الخاصة في في هذه المناطق من عوز كبير، هم وعائلاتهم أثر حتى على حاجاتهم من الطعام والملابس، بل لم يتمكن عدد منهم حتى من إستصدار بطاقة هوية!

 

أكثر ما يؤرق هذه الفئة في إقليم الدريوش، طبيعة أغلب جماعاته التي يتميز مجالها الجغرافي بكونه مجالا جبليا وعرا عصي على الأصحاء فبالأحرى الموجودين في وضعية إعاقة.

 

المنافذ الطرقية لجماعة إجرمواس المتهالكة، تزيد من صعوبة تنقل هذه الفئة للوصول إلى الخدمات الإجتماعية، وبالخصوص خدمات الصحة الشبه منعدمة في الجماعة، فعندما يسعى أزحاف أو غيره من ذوي الإحتياجات الخاصة التوجه نحو مدينتي الناظور او الحسيمة لتلقي العلاج، يكون من اللازم عليه سليك طريق مهترئة في ظل غياب وسائل النقل العمومي.

 

هذه الطريق العصية على الأصحاء، وبالخصوص المقطع الرابط بين جماعتي إجرمواس وتمسمان، تضاعف معاناة هذه الفئة، وتفاقم إعاقتهم، وتجعل منهم فئة تقع في الدرك الأسفل من التهميش والإقصاء.

 

رسالة أزحاف الذي أسس رفقة بعض أبناء المنطقة قبل مدة قصيرة جمعية أطلقوا عليها إسم “جمعية من أجل غد أفضل لذوي الإحتياجات الخاصة بإجرمواس”، هي أن تحظى هذه الفئة بإتمام المسؤولين.

 

رسالتي إلى المسؤولين “نحن بحاجة للمساعدة، حالتنا لا تشبه حالة القاطنين في المدن، نحن في مناطق جبلية نائية، ولو كنت من سكان المدينة لما تحدثت عن الأمر..في الحقيقة لا أستطيع التعبير عن معاناتنا، عمري 44 سنة، لم يسأل فينا طوال هذه المدة أحد ولو بالسؤال عن أحوالنا” يضيف أزحاف.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)