ثلاثاء إجرمواس..أشهر أسواق الريف يئن تحت الخراب والهجر!

قبل الألفية الثالثة يتذكر عيسى بلحاجي، وهو من سكان جماعة إجرمواس، التابعة إداريا لإقليم الدريوش، (يتذكر)، جيدا كيف كان وضع سوق ثلاثاء إجرمواس، أحد أشهر أسواق منطقة الريف.

 

هذا السوق كان يشد إليه الرحال من معظم مناطق الريف وحتى من مدن أخرى، لكن تلك الحركة التجارية التي كان يضج بها هذا السوق تحولت إلى جزء من الماضي، وإلى قصص يرويها عيسى لأطفاله كما باقي من يتجرع مرارة العيش بين جبال إجرمواس الشاهقة!

 

حتى يؤكد على أهمية هذا السوق في الحركة التجارية بالمنطقة، يكشف عيسى الذي عمل سنوات كجزار في السوق عدد الذبائح من العجول والشياه التي كانت تذبح كل يوم ثلاثاء بهذا السوق، ويقول “كانت تذبح هنا ما بين 60 و 70 عجلا دون الحديث عن الشياه والخرفان”.

وهذا ما تؤكده محلات الجزارة في السوق المنتشرة على امتداد البصر، والتي تحولت اليوم إلى أطلال تبكي جزاريها وزبنائها على حد سواء.

 

الجزء الثاني من السوق، وهي المحلات التجارية التي كان يبتاع منها “إمسوقن”، مختلف حاجياتهم تحولت هي الأخرى إلى محلات كئيبة لا تحرك ما صمد من أبوابها في وجه اللصوص سوى الرياح!

 

كل شيء كان يباع هنا، وكانت أفواج “امسوقن”، القادمة على متن السيارات والعربات وأكثرهم على الدواب، تملأ الفضاء ضجيجا، حتى أن بعضهم وفق ما إستقاه شمس بوست من بعض السكان الذين يتذكرون مرحلة الرخاء كان يعتقد بأن هذا السوق لن يطاله الاندثار كما هو الحال اليوم!

رغم ذلك هناك من يتشبث هنا بالأمل، وبإسترجاع ولو قليلا من أمجاد السوق، عيسى بلحاجي واحد من هؤلاء الذين تسكنهم الرغبة والحنين لبث نبض الحياة من جديد في ثلاثاء إجرمواس!

 

يوجه عيسى عبر ميكرفون شمس بوست، رسالة إلى المسؤولين للتدخل وإيجاد حل بشراكة مع الساكنة تمكن من بث الروح من جديد، لكن أكثر ما يؤرق الناس هنا ويكان سببا في هجرتهم جماعيا من هذه الجماعة المترامية الأطراف حتى أصبح سوقهم على هذا الحال، هو غياب البنى التحتية.

عيسى يرى بأن المنطقة محتاجة إلى طرق حقيقية، طرق بالجودة المطلوبة، وهو ما عبر عنه بـ”المعقول”، على إعتبار أن الطريق الرابطة بين الجماعة والجماعة المجاورة تمسمان توجد اليوم في وضعية أقل ما يقال عنها حسب العديد من السكان أنها “كارثية”، إذ منذ عقد تقريبا وبعد أشهر قليلة من إنجازها تحولت إلى قطعة من الجحيم، دون الحديث عن الخدمات الصحية الشبه منعدمة في الجماعة، وغيرها من الخدمات الإجتماعية التي يمكن أن تشد السكان للبقاء والمكوث في هذه الرقعة الجغرافية!

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)